للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الصبح يوم النحر في وقتها، وكيفية جَمعْ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرفة، ووضع المرفق والساعد على الأرض في السجود، وكيف كان يقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}، وهي الآية الثالثة من سورة الليل، وكان ابن مسعود يقرؤها: (والذكرِ والأنثى)، كما في "صحيح" مسلم ١: ٥٦٥ - ٥٦٦ (٢٨٢، ٢٨٤).
كل هذا بالإضافة إلى المسألة المبحوث فيها عنده في رفع اليدين في الصلاة عند كل تكبير وخفض، أو عند تكبيرة الإحرام فقط.
وكان المصنف عند ذكره كلَّ مسألة منها ينسب فيها ابن مسعود إلى النسيان! والظاهر أنه يريد النسيان بعد العلم، لا النسيان بمعنى الترك، ولا سبيل ولا دليل لحكمه على ابن مسعود بأنه نسي بعد علم، أما النسيان بمعنى الترك، فلا أحد ينسب ابن مسعود إليه.
ومهما يكن من أمر، فهو حكم على ابن مسعود غيرُ سديد، والمتوقعُ من البيهقي- وغيره - أن يقف من انفراد ابن مسعود بهذه الأحكام: موقف الإكبار لابن مسعود، لا موقف الانتقاد، فهو وغيره ينظرون إلى ابن عمر - مثلًا - وغيره من الصحابة رضي الله عنهم في انفراداتهم نظر الإكبار، فيجعلون هذا الانفراد منقبة لهم في اتباعهم ما رأوه أو سمعوه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، بعد ثبوت ذلك الموقف عنهم ثبوتًا لا شك فيه، ولا تأويل له للجمع بين الأقوال.
وترى العبارة اللاذعة من البيهقي في "السنن"، فتراه يقول: نسي ابن مسعود من القرآن ما لم يختلف المسلمون فيه بعدُ! ! ونسي ما اتفق العلماء كلهم على نسخه وتركه، ونسي ما لم يختلف العلماء فيه، ونسي كيف كان يقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ولكل مسألة من هذه المسائل جوابها إن شاء الله، وبعض هذه المسائل لم يصح عن ابن مسعود الصحة الاصطلاحية، أو الثبوت المراد عند الإطلاق، وبعضها لم ينفرد به، فهل ينسب البيهقي فيها النسيان إلى غير ابن مسعود؟ ! أو يتأول له ذلك؟ أو =