من القرآن، ولم يبيِّن رسول الله صلى الله عيه وسلم لأصحابه موضعها من التأليف، حتى خرج من الدنيا، فقرنها الصحابة بالأنفال.
وبيان ذلك في حديث ابن عباس قال: قلت لعثمان رضي الله عن: ما حملكم على أن عَمَدتم إلى "براءة"، وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرًا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموهما في السبع الطُّوَل؟ فقال عثمان رضي الله عنه:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه من السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآيات يقول:"ضعوا هذه الآيات في موضع كذا وكذا"، وكان إذا نزلت عليه السورة يقول:"ضعوا هذه في موضع كذا وكذا"، وكانت"الأنفال" أولَ ما أنزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولًا، وكانت قصتُها تشبه قصتَها، فقُبِض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننتُ أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطرًا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطُّوَل.
١٠٧٤ - أخبرناه أبو محمد ابن يوسف الأصبهاني، أخبرنا أبو سعيد ابن الأعرابي، حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا عوف، عن يزيدَ الفارسي، عن ابن عباس قال: قلت لعثمان رضي الله عنه، فذكر هذه القصة (١).
(١) رواه المصنف في "سننه" ٢: ٤٢. وهو في "سنن" أبي داود (٧٨٢، ٧٨٣)، والترمذي (٣٠٨٦) وقال: حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح، =