للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

استغنَوْا بعلمهم عن دنيا غيرِهم، فكانوا لا يلتفتون إلى دنياهم، وكان أهل الدنيا يبذلون دنياهم في علمهم، قال: فأصبح أهل العلم منا اليومَ يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبةً في دنياهم، وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم، لما رأوا من سوء موضعه عندهم.

١٦٦٨ - أخبرنا أبو الحسين ابن بشران ببغداد، أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد القرشي، حدثنا الحسين بن عبد الرحمن، عن زكريا بن عدي قال: قال عيسى ابن مريم عليه السلام: يا معشر الحواريين اُرضُوا بِدَنيِّ الدنيا مع سلامة الدين، كما رضي أهل الدنيا بِدَنيِّ الدين مع سلامة الدنيا.

١٦٦٩ - قال زكريا: وفي ذلك يقول الشاعر:

أرى رجالًا بأدنى الدِّين قد قنِعوا ... ولا أَراهم رضُوا بالعيش بالدُّون

فاستغنِ بالدِّين عن دنيا الملوك كما اسْتغنى ... الملوكُ بدنياهم عن الدِّين

١٦٧٠ - أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن يعقوب الإيادي المالكي، حدثنا أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا صالح - يعني: ابن أحمد بن حنبل (١) -، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن عبد الملك ابن حُميد ابن أبي غَنية، حدثنا زمعة بن صالح قال: قال الزهري لسليمان - أو هشام -: ألا تسألُ أبا حازم: ما قال في العلماء؟ قال: يا أبا حازم ما قلتَ في العلماء؟ قال: وما عسيتُ أن أقول في العلماء إلا خيرًا، إني


(١) في "مسائل الإمام أحمد" رواية ابنه أبي الفضل صالح ٢: ٤٣٨ (١١١٨).