للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الذين لا يأتون الصلاة إلا دَبَرًا (١)، ولا يقرؤون القرآن إلا هَجْرًا، ولا يُعتق محرَّروهم (٢).

١٩٣٧ - أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمَّل، حدثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، حدثنا أبو أحمد ابن عبد الوهاب، أخبرنا يعلي بن عبيد، حدثنا الأعمش، عن شقيق قال: قال عبد الله -هو ابن مسعود-: كيف أنتم إذا لبستكم فتنةٌ يَهْرَم فيها الكبير، ويَربو فيها الصغير, ويتخذُها الناس سنةً؟ فإذا غُيرت قالوا: غيِّرت السنة, قالوا: متى ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كثُرتْ قراؤكم، وقلَّت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلَّت أمناؤكم، والتُمِسَت الدنيا بعمل الآخرة.

١٩٣٨ - وبإسناده عن شقيق قال: قال عبد الله: تدرون كيف يَنْقُص الإِسلام من الناس؟ قالوا: نعم، كما ينقُص سِمَن الدابة، وكما ينقُص صِبغْ الثوب، وكما يقسو الدرهم لطول الخِباء، فقال: إن هذا منه، ولكنْ أكثرُ من ذلك: ذهابُ العلماء، يكون في الحيّ العالمان، فيموت أحدهما، فيذهب بنصف علمهم، ويكون في الحيّ العالم فيموت، فيذهب بعلمهم، وبذهاب العلماء يذهب العلم.

١٩٣٩ - أخبرنا أبو سعيد ابن أبي عمرو، حدثنا أبو العباس محمد بن


(١) تقدم هذا اللفظ في كلام ابن مسعود برقم (١٨٧٠) فانظره.
(٢) "هجرًا": أي: حال كونهم تاركين له، هاجرين إياه.
"لا يعتق محرَّروهم": ذكره في "النهاية" ٣: ٨٥٦ وقال: "إنهم إذا أعتقوه استخدموه، فإذا أراد فراقهم ادَّعوا رقَّه".