السّورة قال:(طوبى لجيش قائدهم رسول الله، ومبارزهم أسد الله، وجهادهم طاعة الله، ومددهم ملائكة الله، وثوابهم رضوان الله).
قوله تعالى:{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ؛} أي عادة هؤلاء في كفرهم، كعادة آل فرعون والذين من قبلهم، {كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ،} التي أتتهم بها الرّسل، {فَأَخَذَهُمُ؛} فعاقبهم، {اللهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ؛} في أخذ الأعداء، {شَدِيدُ الْعِقابِ}(٥٢)؛لمن عصاه.
والدّأب في اللغة: العادة، يقال: فلان يدأب في كذا؛ أي يداوم عليه ويتعب نفسه فيه. وآل الرّجل: الذين يرجعون إليه بأوكد الأسباب، ولهذا يقال لقرابة الرجل:
آل الرّجل ولا يقال لأصحابه: آله. قوله تعالى: {(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ)} قال ابن عبّاس:
(معناه كفعل آل فرعون)،وقال عطاء ومجاهد:(كنيّتهم)،وقيل: كمثالهم، والمعنى: أنّ أهل بدر من المشركين فعلوا كفعل آل فرعون من الكفر والتكذيب، ففعل الله بهم كما فعل بآل فرعون من الهلاك والعذاب.
قوله تعالى:{ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ؛} أي لم يفعل الله ذلك العقاب بهم بأنّ الله لم يك مزيلا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم في الدّين والنّعم إلى أحوال لم يجز لهم أن يغيّروا إليها، كما فعل أهل مكّة بعد أن أطعمهم الله من جوع وآمنهم من خوف، وأرسل إليهم رسولا منهم، وأنزل إليهم كتابا بلسانهم. ثم إنّهم غيّروا هذه النّعم ولم يشكروها ولا عرفوها من الله، فغيّر الله ما بهم وأهلكهم وعاقبهم ببدر، ويدخلهم النار في الآخرة.
قال الكلبيّ:(يعني بالآية أهل مكّة، بعث إليهم محمّدا صلّى الله عليه وسلّم، فغيّروا نعمة الله، وتغييرها كفرها وترك شكرها)،وقال السديّ:(نعمة الله يعني محمّدا، أنعم الله به على قريش فكذبوه وكفروا به، فنقله الله إلى الأنصار)(١).قوله تعالى:{وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(٥٣)؛أي سميع لجميع المخلوقات المسموعات، عليم لمعاناتكم.