للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويشهدون قبضه وغسله، ويشيّعون جنازته ويصلّون عليه ويشهدوا دفنه، وأيّما مريض قرأ سورة يس وهو في سكرات الموت أو قريب عنده، لم تقبض روحه حتّى يجيئه رضوان خازن الجنان بشربة من الجنّة، فيشربها فيموت وهو على فراشه وهو ريّان، ويبعث وهو ريّان، ويحاسب وهو ريّان، ويدخل الجنّة وهو ريّان، ويرد (١) إلى حوض من حياض الأنبياء عليهم السّلام].

{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}

{يس؛} (١) قال ابن عبّاس: (يريد: يا إنسان) (٢)،يعني محمّدا صلّى الله عليه وسلّم، وقال أبو العالية: (يا رجل)،وقال سعيد بن جبير: (يا محمّد صلّى الله عليه وسلّم) (٣)،قرأ أبو عمرو وحمزة وعاصم بإظهار النّون (٤)،وقرأ عيس بن عمر «(يس)» بالنصب تشبيها بأين وكيف، وقرأ ابن أبي إسحاق «(يس)» بكسر النّون تشبيها بأمس وحذام وقطام، وقرأ هارون الأعور بضمّ النون تشبيها بمنذ وحيث وقطّ، وقرأ الآخرون بإخفاء النّون (٥).

قوله تعالى: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} (٢)؛أي المحكم من الباطل، وقيل: أحكم بالحلال والحرام والأمر والنهي.

قوله تعالى: {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} (٣)؛وذلك أنّ كفار مكّة قالوا لمحمّد صلّى الله عليه وسلّم: لست مرسلا، فأقسم الله تعالى بالقرآن الحكيم إنّك مرسل.

قوله تعالى: {عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} (٤)؛يعني دين الإسلام وطريق الأنبياء عليهم السّلام الذين مضوا قبلك.


(١) في المخطوط كلمة: (ويرد) غير واضحة.
(٢) في الدر المنثور: ج ٧ ص ٤١؛ قال السيوطي: (أخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق) وذكره. وأخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (٢٢٢٢١ و ٢٢٢٢٢).وابن أبي حاتم في التفسير الكبير: الأثر (١٨٠٢٤).
(٣) ذكره أيضا البغوي في معالم التنزيل: ص ١٠٧٥.
(٤) إظهار النون: (يسن)
(٥) ذكر القرطبي أيضا هذه القراءات مختصرة في الجامع لأحكام القرآن: ج ١٥ ص ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>