للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {إِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنُّونَ} (٢٤)؛وكان هذا القول من زنادقتهم الذين كانوا ينكرون الصانع الحكيم، ويزعمون أنّ الزمان ومضيّ الأوقات هو الذي يحدث هذه الحوادث، يموت قوم ويحيا قوم.

قوله تعالى: {وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاّ أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٦) وَلِلّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ} (٢٧)؛فيه بيان أنّهم كانوا يتعلّقون بالحجج الباطلة، ولو تأمّلوا لعلموا أنّ دلائل معجزات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أوكد مما كانوا يطلبون.

قوله تعالى: {وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً؛} أي وترى أهل كلّ دين باركة على الرّكب متهيّئة للحساب والجزاء، مترقبة لما يصنع بها، كما ينحني بين يدي الحاكم ينتظر القضاء، {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا؛} أي إلى صحائف أعمالها، يقال لهم: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (٢٨)؛في دار الدّنيا من الخير والشرّ.

قوله تعالى: {هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنّا كُنّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (٢٩)؛يعني كتاب الحفظ يقرءونه فيدلّهم على ما عملوا، فكأنّه ينطق كما يقال: نطق الكتاب بتحريم الخمر، وقوله {(بِالْحَقِّ)} أي بالعدل، فيه حسناتهم وسيّئاتهم، وقوله تعالى {(إِنّا كُنّا نَسْتَنْسِخُ)} أي نأمر الملائكة بنسخ ما عملتم وتبيينه بيانا شافيا وتثبيته عليكم.

وما بعدها هذا ظاهر المعنى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ} (٣١).

قوله تعالى: {وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ؛} لبعث، {وَالسّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها؛} أي القيامة كائنة من غير شكّ، {قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السّاعَةُ؛} أنكرتموهم وأظهرتم الشكّ فقلتم: {إِنْ نَظُنُّ إِلاّ ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} (٣٢)؛ومن قرأ «(والسّاعة)» بالنصب فهو عطف على {(وَعْدَ)}

{وَبَدا لَهُمْ؛} في الآخرة، {سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ} (٣٣)؛في الدّنيا؛ أي ظهر لهم قبائح أعمالهم حين عاينوا ذلك في كتابهم الذي أحصى عليهم كلّ قليل وكثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>