أراد به الحجارة المطبوخة كالآجرّ، {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ}(٣٤)،والمسوّمة المعلّمة.
روي: أنّها كانت مخطّطة بسواد في حمرة، وكان على كلّ حجر اسم من جعل إهلاكه. والمسرف هو الخارج من الحقّ، والشّرك أسرف الذنوب وأعظمها.
قوله تعالى:{فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}(٣٥)؛أراد به لوطا ومن كان معه آمن وهما ابنتاه، وهما زعورا وريثا، أمرهم الله تعالى بأن يخرجوا بقطع من الليل، ومعنى قوله تعالى {(مَنْ كانَ فِيها)} أي في قرية لوط، وذلك قوله {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}(١) أمر الله لوطا بأن يخرج هو ومن معه من المؤمنين لئلاّ يصيبهم العذاب.
قوله تعالى:{فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(٣٦)؛أي غير أهل بيت من المسلمين، يعني لوطا وبنتيه، وصفهم الله بالإيمان والإسلام جميعا؛ لأنه ما من مؤمن إلاّ وهو مسلم، والمراد بالإسلام ههنا الإيمان.
قوله تعالى:{وَتَرَكْنا فِيها آيَةً؛} أي وتركنا في مدينة قوم لوط عليه السّلام علامة، {لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ}(٣٧)؛تدلّهم على أنّ الله أهلكهم فيخافون مثل عذابهم، فإن اقتلاع البلدان لا يقدر عليه أحد إلاّ الله.
قوله تعالى:{وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ}(٣٨)؛ أي وفي خبر موسى عليه السّلام وقضيّته مع فرعون آية أيضا، وقوله تعالى {(بِسُلْطانٍ مُبِينٍ)} أي بحجّة ظاهرة وهي العصا واليد.