للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شديد الصّفرة يغيب فيه الضّرس عند أكله، وكان من أجود ثمرهم وأعجبه إليهم) (١)، والعرب تسمّي النخل كله ليان.

قوله تعالى: {وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ} (٥)؛معناه: وليهين الله ويذلّ اليهود ويخزيهم بأن يريهم أموالهم يتحكّم فيها المؤمنون كيف أحبّوا لأنّهم نقضوا العهد.

قوله تعالى: {وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ؛} معناه: وما ردّ الله على رسوله من غنائم بني النضير، فممّا لم توجفوا عليه أنتم خيلا ولا ركابا ولكن مشيتم إليه مشيا؛ لأن ذلك كان قريبا من المدينة؛ أي لم يحصل ذلك بقتالكم، فلا شيء لكم من ذلك، {وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٦)؛إنما كان ذلك بتسليط الله تعالى نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، والله يمكّن رسله صلوات الله عليهم من أعدائه بغير قتال، والله على كلّ شيء من النّصر والغنيمة قادر.

والضمير في قوله {(أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ)} أي على ما أفاء الله، والإيجاف الإسراع والإزعاج للسّير، يقال: أوجف السّير، وأوجفته أنا، والوجيف: نوع من السّير فوق التّقريب، ويقال: وجف الفرس والبعير يجف وجفا إذا أسرع السّير، وأوجفه صاحبه إذا حمله على السّير السريع.

ومعنى الآية: {(وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ)} من مال بني النّضير {(فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ)} أي فما وضعتم عليه من خيل ولا إبل ولم تنالوا فيه مشقّة ولم تلقوا حربا وإنما مشيتم إليه مشيا، إلاّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فإنه ركب جملا فافتتحها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأجلاهم وأخذ أموالهم.

فسأل المسلمون النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في القسمة في تلك الأموال، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فجعل أموال بني النضير خاصّة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم يضعها حيث يشاء، فقسمها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين المهاجرين ولم يعط الأنصار منها شيئا، إلاّ ثلاثة نفر كانت لهم حاجة،


(١) قاله مقاتل في التفسير: ج ٣ ص ٣٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>