للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشّهود، فيخرجن لإقامة الحدود).وقال ابن عباس: (إلاّ أن يطلن بألسنتهنّ على أهل المنزل بإيذائهنّ) (١).كما روي: أنّ فاطمة بنت قيس، طلّقها زوجها أبو عمرو ابن حفص بن المغيرة المخزوميّ، وكانت تستطيل على حماتها بلسانها، فنقلها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى بيت ابن أمّ مكتوم، وكان ضريرا تعتدّ فيه).

وفي الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: [تزوّجوا ولا تطلّقوا، فإنّ الطّلاق يهتزّ منه العرش!!] (٢)،وقال عليه السّلام: [أيّما امرأة سألت زوجها الطّلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنّة!!] (٣).وقال صلّى الله عليه وسلّم: [لا تطلّقوا النّساء إلاّ من ريبة، فإنّ الله عزّ وجلّ لا يحبّ الذوّاقين والذوّاقات!] (٤)،وعن أنس رضي الله عنه قال: قال صلّى الله عليه وسلّم: [ما حلف بالطّلاق ولا استحلف به إلاّ منافق] (٥).

قوله تعالى: {وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ؛} أي هذه أحكام الله وفرائضه في الطّلاق في السّنة والعدّة، فلا تجاوزوها إلى ما نهى عنه، {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ؛} بالمخالفة، {فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ؛} أي فقد أضرّ نفسه، {لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً} (١)؛أي طلّقوهن كما أمرتم، لا تدري أيّها المخاطب لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرا، فيوقع في قلب الزّوج المحبّة، فيندم في طلاقها ويريد رجعتها فلا يقدر على ذلك، ولا ينفعه الندم.


(١) أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (٢٦٥٤٢).
(٢) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: ج ١٢ ص ١٨٧.وابن عدي في الكامل: ج ٦ ص ١٩٦ وفيه عمرو بن جميع ليس بثقة ولا مأمون.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في المسند: ج ٥ ص ٢٧٧.والترمذي في الجامع: أبواب الطلاق: باب ما جاء في المختلعات: الحديث (١١٨٧)،وقال: حسن. وله طريق أخرى بإسناد ضعيف أخرجه ابن عدي في الكامل: ج ٤ ص ٣١،فيه الربيع بن بدر وهو ضعيف.
(٤) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط: ج ٨:الحديث (٧٨٤٢) وإسناده صحيح ليس فيه (عمران القطان) مع وثاقته. وفي مجمع الزوائد: ج ٤ ص ٣٣٥؛قال الهيثمي: (رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط، وأحد أسانيد البزار فيه عمران القطان وثقه أحمد وابن حبان، وضعفه يحيى بن سعيد وغيره. وذكره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ج ١٨ ص ١٤٩.
(٥) ذكره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ج ١٨ ص ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>