قوله تعالى:{كَلاّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ}(٥٣)؛معناه: كلاّ لا يؤتون الصّحف ولا يكون لهم ذلك، بل هم لا يخافون الآخرة حين لم يؤمنوا بها، ولو خافوا ذلك لما اقترحوا الآيات بعد قيام الدّلالة.
قوله تعالى:{كَلاّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ}(٥٤)؛أي حقّا إنّ القرآن عظة من الله تعالى،
{فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ}(٥٥)؛أي اتّعظ به،
{وَما يَذْكُرُونَ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ،} وما يتّعظون إلاّ أن يشاء الله ذلك لهم، وقيل: لهم المشيئة. وقيل: إلاّ أن يشاء الله لهم الهدى.
قوله تعالى:{هُوَ أَهْلُ التَّقْوى؛} أي هو أهل أن يتّقى فلا يعصى، ولا يجعل معه إله آخر، {وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}(٥٦)؛يغفر لمن اتّقى، قال الله تعالى:
أنا أهل أن أتّقى فلا يجعل معي إله، فمن اتّقى أن يجعل معي إلها فإنّي أهل أن أغفر له، وقال قتادة:«هو أهل أن تتّقي محارمه، وأهل أن يغفر الذّنوب»(١).
آخر تفسير سورة (المدثر) والحمد لله رب العالمين
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (٢٧٥٢١) بإسنادين.