للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسعادة؛ والهدى والضّلال؛ والليل والنهار؛ والسماء والأرض؛ والبرّ والبحر؛ والشّمس والقمر؛ والجنّ والإنس. والوتر هو الله عزّ وجلّ الواحد الأحد الفرد.

وقيل: الشفع: صلاة الفجر، والوتر: صلاة المغرب. وقيل: الشفع: درجات الجنّات؛ لأنّها ثمان، والوتر: دركات النار؛ لأنّها سبع، كأنه أقسم بالجنّة والنار. وقيل:

الشفع: صفات المخلوقين من العزّ والذّل؛ والقدرة والعجز؛ والقوّة والضعف؛ والعلم والجهل؛ والبصر والعمى، والوتر: انفراد صفات الله تعالى؛ عزّ بلا ذلّ؛ وقدرة بلا عجز؛ وقوّة بلا ضعف؛ وعلم بلا جهل؛ وحياة بلا موت.

قرأ الأعمش وحمزة والكسائي وخلف «(والوتر)» بكسر الواو، واختاره أبو عبيد (١)؛لأنه أكثر في الكلام وأنشأ، ومنه وتر الصلاة، ولم يسمع شيء من الكلام، الوتر بالفتح، وقرأ الباقون بالفتح وهي لغة أهل الحجاز.

قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ} (٤)؛قسم برب الليل إذا يسر بمضيّه وانقضائه إلى طلوع الفجر. ويقال: إنه أقسم بليلة المزدلفة اذ أسري فيها، وعلى هذا قال بعضهم: إن المراد بالفجر يوم عرفة.

ووجه حذف الياء من (يسر) أنّها رأس آية، ورءوس الآي كالفواصل من العشر. قرأ نافع وأبو عمرو بالياء في الوصل، وقرأ ابن عامر وعاصم بحذفها وصلا ووقفا، وقرأ ابن كثير ويعقوب بالياء في الحالتين (٢).

قوله تعالى: {هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} (٥)؛لفظه لفظ استفهام بمعنى التّقرير، يقول: بعد هذا الذي عقل قسم، والحجر: هو العقل، وجواب القسم {(إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ)}.

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ} (٦)؛ألم تعلم كيف صنع ربّك بعاد وكيف أهلكهم،

{إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ} (٧)،وأما إرم فهو صفة


(١) نقله النحاس في إعراب القرآن: ج ٥ ص ١٣٥.
(٢) ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج: ج ٥ ص ٣٤٥.وإعراب القرآن للنحاس: ج ٥ ص ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>