للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هي أعجب إليهم منها).وقالوا: (ليست أصناما إنّما الصّنم ما ينقش).وقال آخرون:

النّصب هي الأصنام المنصوبة. قال الأعشى:

وذا النّصب المنصوب لا تنسكنّه ... ولا تعبد الأوثان والله فاعبدا

قال قطرب: (معنى الآية: وما يذبح للنّصب؛ أي لأجلها، واللاّم و (على) يتعاقبان في الكلام، قال الله تعالى: {فَسَلامٌ لَكَ} (١) أي عليك، وقال تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها} (٢) أي فعليها).وقال بعضهم: معناه: وما ذبح على اسم النّصب.

قوله تعالى: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ؛} وهي القداح؛ أي حرّم عليكم الاستقسام؛ وهو طلب القسم بالأزلام؛ وهي القداح الّتي كانوا يجلبونها عند العزم على الميسر ويقتسمون بها لحم الجزور على ما تقدم ذكره في قوله تعالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} (٣).

وقال الحسن: (كانوا يتّخذون السّهام؛ فإذا أراد الرّجل أن يخرج إلى سفر أو تجارة أو سروح؛ أجال السّهام بيده، وكان مكتوبا على بعضها: أمرني ربي، وعلى بعضها: نهاني ربي، فإن خرج الّذي عليه: أمرني ربي؛ قال: قد أمرت بالخروج ولا بدّ لي من ذلك؛ فيخرج، وإن كره الخروج خرج غير بعيد ثمّ رجع، ولا يدخل من باب بيته، ولكن ينقب ظهر بيته منه يدخل ومنه يخرج إلى أن يتّفق له الخروج. وإن خرج الّذي عليه: نهاني ربي، قال: قد نهيت عن الخروج، ولا يسعني. فنهى الله تعالى عن ذلك) (٤).

فعلى هذا لا يجوز أن يكون معنى الاستقسام طلبهم في الخروج والجلوس، والخروج في قسم الرّزق والحوائج، وظاهر هذه الآية يقتضي أنّ العمل على قول المنجّمين: لا تخرج من أجل نجم كذا؛ واخرج من أجل نجم كذا؛ فسق لأنّ ذلك دخول في علم الغيب، ولا يعلم الغيب إلاّ الله.


(١) الواقعة ٩١/.
(٢) الاسراء ٧/.
(٣) البقرة ٢١٩/.
(٤) أخرجه الطبري في جامع البيان: النص (٨٦٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>