وقوله تعالى: {(هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ)}. قرأ الكسائيّ «(هل تستطيع ربّك)» بالتاء بإدغام ونصب الباء من ربّك، أي هل تقدر أن تسأل ربّك؟.
وقد روي عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت:(كان الحواريّون أعلم بالله من أن يقولوا: هل يستطيع ربّك؟)(١) وفيه ثلاثة أقوال:
أحدهم: أنّ هذا السؤال كان في ابتداء أمرهم قبل أن تستحكم معرفتهم بالله تعالى ولذلك أنكر عليهم عيسى عليه السلام فقال: {(اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)} لأنه لم يستكمل إيمانهم في ذلك الوقت.
والقول الثاني: أنّ معناه: هل يفعل ذلك كما يقول الرجل لآخر: هل تستطيع أن تقوم معي في أمر كذا؟ أي هل أنت فاعله؟
والقول الثالث: أنّ معناه: هل يستجيب لك ربّك؟ وهل يطيعك إن سألته؟ كما تقول: استجاب بمعنى أجاب.
والحواريّون: خواصّ أصحاب عيسى عليه السلام. قال الحسن:(كانوا قصّارين) وقال مجاهد: (كانوا صيّادين) وقيل: كانوا ملاّحين. وقال قتادة:(الحواريّون: الوزراء) وقال عكرمة: (هم الأصفياء) وكانوا اثنى عشر رجلا.