المضاف؛ أي يا مالك يوم الدّين. وقرأ أنس بن مالك: «(ملك يوم الدّين)» جعله فعلا ماضيا.
قوله عزّ وجلّ:{إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ}(٥).لا يحسن إدخال (إيّاك) في غير المضمرات. وحكي عن الخليل:(إذا بلغ الرّجل السّتّين فإيّاه؛ وإيّا الشّواب).فأضافه إلى ظاهر؛ وهو قبيح مع جوازه ولا يكون إلاّ إذا تقدّم، فإن تأخّر؛ قلت: نعبد؛ ولا يجوز: نعبد إياك. فإن قيل: لم قدّم {(إِيّاكَ نَعْبُدُ)} وهلاّ قال:
نعبدك؟ قيل: إنّ العرب إذا ذكرت شيئين قدّمت الأهمّ فالأهمّ؛ ذكر المعبود في هذه الآية أهمّ من ذكر العبادة فقدّمه عليها.
والكاف من (إيّاك) في موضع خفض بمنزلة عصاك؛ وأجاز الفرّاء: أن تكون في موضع نصب؛ فكأنه جعل (إيّاك) بكماله ضمير المنصوب. فإن قيل: لم عدل عن المغايبة إلى المخاطبة؟ قلنا: مثله كثير في القرآن؛ قال الله تعالى:{حَتّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ}.