للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنك ترجو العفو من غير توبة ... ولست ترجّي الرزق إلاّ بحيلة

على أنه بالرزق كفل نفسه ... لكل ولم يكفل لكل بجنة

فلم ترض إلاّ السعي فيما كُفيِتَه ... وإهمال ما كُلّفته من وظيفة

تسيء به ظناً وتحسن تارة ... على قدر ما يعطي الهوى في القضية

إلهي لا تواخِذَنْ "؟ " بذنوبنا ... ولا تخزنا وانظر إلينا برحمة

إلهي اهدنا فيمن هديت وخذ بنا ... إلى الحق نهجاً سواء الطريقة

وكن شغلنا في كل شغل وهمنا ... وبغيتنا عن كل هم وبغية

وصل صلاة لا تناهى على الذي ... جعلت به مسكاً ختام النبوءة

وآل وصحب أجمعين وتابع ... وتابعهم من كل إنس وجِنّة "

لله الأمر من قبل ومن بعد

[خاتمة]

في ذكر جماعة من شيوخ العلم والتصوف لقيهم المؤلف أسرد من حضر الآن في فكري ممن لقيت وتبركت به ممن اتسم بالخير و " اشتهر " بالصلاح تبركاً بهم، فإنه " قد " قيل: تنزل الرحمة عند ذكر الصالحين، " وقال القائل:

اسرد حديث الصالحين وسمهم ... فبذكرهم تنزل الرحمات

واحضر مجالسهم تنل بركاتهم ... وقبورهم زرها إذا ما ماتوا

ولم أتعرض لأحوالهم لأن ذلك يطول، والكتاب غير موضوع له، فاكتفيت بذكر أسمائهم.

فمنهم " من " الطائفة الغازية بسجلماسة سيدي أحمد بن أبي القاسم ابن مولود " الجاوزي السجلماسي " زرته مراراً، وأبوه أبو القاسم من مشاهير أصحاب شيخ " مشايخنا " " سيدي " أبي القاسم الغازي، وجده سيدي مولود من أصحاب شيخ الطوائف المغربية أبي العباس سيدي أحمد بن يوسف " الراشيدي الملياني وسيدي عبد الكريم ابن أحمد بن يوسف " زرته " أيضاً " مراراً وأبوه هو ابن أخي الشيخ أبي القاسم الغازي وأحد أصحابه، وسيدي البكري ابن أحمد بن أبي القاسم بن مولود المتقدم، وسيدي مبارك بن محمد الغرفي العنبري، وشيخنا الأستاذ سيدي أحمد الدراوي.

وبدرعة أستاذنا ومُفيدنا الإمام الهمام بحر الشريعة والحقيقة، وسراج الطريقة، أبو عبد الله سيدي محمد بن ناصر، وشيخه سيدي عبد الله بن حسن الرقي، وشيخه سيدي أحمد بن علي الحاجي، وشيخه سيدي أبو القاسم الغازي، وجماهة من أصحاب الشيخ ومن أولاده يطول ذكرهم: فمنهم خليفته سيدي أحمد بن محمد بن ناصر، وأخوه " الشيخ " سيدي الحسين بن محمد بن ناصر، وسيدي منصور أحد أولاد الشيخ سيدي أحمد بن علي، ومنهم " سيدي " أحمد بن عبد الصادق الرتبي، ومنهم سيدي أبو طاهر بن عبد الله بن أبي بكر السجلماسي، ومنهم المولى أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد الله بن علي بن طاهر الحسني المعروف بابن علي، وكنت عقدت معه عقد المحبة الخاصة، وكتبت إليه في شأن ذلك من الزاوية البكرية كتاباً وفيه:

يا ابن الكرام الصّيدِ من فِهْرِ ... أُولي المعالي السادة الزُّهْرِ

مَنْ بَيْتُهم يعلو الثريّا ومن ... حذَوْا نعالاً رُقْعَةَ البدرِ

ومن صفَوْا قِدماً وصُوفوا على ... كل الورى في سالف الدهر

هذا سلام الله يغدوكم ... على مطايا الشّوق من صدري

شيعته من صفو ودي لكم ... بنسمة طيبة النّشْرِ

أبهى وأذكى من نسيمٍ سرى ... سحيرة من جانب الشِّحْر

في روضه غناء يزهو بها ... غِبَّ الندى مؤتلقُ الزَّهْر

سلام من لم يختلل قلبه ... لكم سوى ود بلا غِمْر

رأس صفي لم يشب محضه ... صرف ولا أزرى به مزر

فإن يكن هجر فممّا جنت ... نفسي، ولكن عنده عذري

إن جزاء الحُبّ حُبّ كما ... قد قاله الشبلي أبو بكر

<<  <   >  >>