للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفيه "فجاء وله نحيب فسئل فقال: هذا قبر أمي" وفيه "وإني استأذنت ربي في زيارة أمي فأذن, واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي فيه، ونزل: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} الآية. فأخذني ما يأخذ الوالد لولده من الرقة فذلك الذي أبكاني" (١).

وفي رواية الكلبي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قد استغفر إبراهيم لأبيه، وهو مشرك لأستغفرن لأمي. فأتى قبرها ليستغفر لها فدفعه جبرئيل - عليه السلام - , عن القبر. وقال: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} الآية (٢).

وقال الثعلبي: من حديث سعيد عن أبيه المسيب أنه قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - أي: لأبي طالب-: "أيْ عمِّ إنك أعظم الناس عليَّ حقا, وأحسنهم عندي يدًا, ولأنت أعظم عندي حقًا من والدي, فقل كلمة [تحسب] (٣) لك بها شفاعتي يوم القيامة" وفيه نزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} الآية (٤).

وروى الحاكم من حديث أبي الخليل عن علي - رضي الله عنه -، قال: سمعت رجلًا يستغفر لأبويه، (٥) وهما مشركان، قال: أولم يستغفر إبراهيم - عليه السلام - لأبيه؟ فذكرته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ} الآية، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه (٦).

[٢٤٥ أ/س]

ولما ذكر السهيلي قوله عز وجل: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا} [التوبة: ١١٣] /قال: قد استغفر سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد فقال: " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" ولا يصح أن تكون الآية التي نزلت في عمه ناسخةً لاستغفاره يوم أحد؛ لأن عمه توفي قبل ذلك ولا ينسخ المتقدم المتأخر.


(١) أسباب نزول القرآن للواحدي (١/ ٢٦٢)، وأخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب التفسير، تفسير سورة التوبة (٢/ ٣٦٦) (٣٢٩٢) وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه هكذا بهذه السياقة» إنما أخرج مسلم حديث يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة فيه مختصرا ". وقال الذهبي: أيوب بن هاني ضعفه ابن معين.
(٢) عمدة القاري (٨/ ١٨١).
(٣) [تجب].
(٤) الكشف والبيان عن تفسير القرآن (٥/ ٩٩).
(٥) [فَقلت: تستغفر لِأَبَوَيْك وهما مُشْرِكَانِ؟] سقط من أصل الحديث.
(٦) المستدرك على الصحيحين، كتاب التفسير، تفسير سورة التوبة (٢/ ٣٦٦) (٣٢٩٢) وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» تقدم تخريجه في قريبًا.