للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بَابُ مَوْعِظَةِ المُحَدِّثِ عِنْدَ القَبْرِ، وَقُعُودِ أَصْحَابِهِ حَوْلَهُ.

قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -:

{يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ} [القمر: ٧] الأَجْدَاثُ: القُبُورُ، {بُعْثِرَتْ} [الانفطار: ٤]: أُثِيرَتْ، بَعْثَرْتُ حَوْضِي: أَيْ جَعَلْتُ أَسْفَلَهُ أَعْلَاهُ، الإِيفَاضُ: الإِسْرَاعُ وَقَرَأَ الأَعْمَشُ: (إِلَى نَصْبٍ): إِلَى شَيْءٍ مَنْصُوبٍ يَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ " وَالنُّصْبُ وَاحِدٌ، وَالنَّصْبُ مَصْدَرٌ {يَوْمُ الخُرُوجِ} [ق: ٤٢]: مِنَ القُبُورِ {يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: ٩٦]: يَخْرُجُونَ "

قَالَ الشَّارِحُ - رحمه الله -:

(بَابُ مَوْعِظَةِ المُحَدِّثِ) أي: وعظه وإنذاره بالعواقب (عِنْدَ القَبْرِ، وَقُعُودِ أَصْحَابِهِ) أي: المحدث وهو بالجر عطف على الموعظة (حَوْلَهُ) عند القبر لسماع الموعظة والتذكير بالموت وأحوال الآخرة.

وكأن المؤلف - رحمه الله - (١) أشار بهذه الترجمة إلى أن الجلوس مع الجماعة عند القبر، إن كانت لمصلحة تتعلق بالحي أو الميت لا يكره، فأما مصلحة الحي فمثل أن يجتمع قوم عند قبر وفيهم من يعظهم ويذكرهم الموت وأحوال الآخرة، وأما مصلحة الميت فمثل أن يجتمعوا عنده لقراءة القرآن والذكر، فإن الميت ينتفع به (٢).

وروى أبو داود من حديث معقل بن يسار قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اقرأوا يس على موتاكم" (٣).


(١) [- رحمه الله -] سقط من ب.
(٢) عمدة القاري (٨/ ١٨٥).
(٣) سنن أبي داود، كتاب الجنائز، باب القراءة عند الميت (٣/ ١٩١) (٣١٢١)، من طريق ابن المبارك، عن سليمان التيمى، عن أبي عثمان -وليس بالنهدي- عن أبيه عن معقل بن يسار، إسناده ضعيف لجهالة أبي عثمان وأبيه. * وأخرجه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين"، كتاب فضائل القرآن ذكر فضائل سور، وآي متفرقة (١/ ٧٥٣) (٢٠٧٤)، بهذا الإسناد، وقال: أوقفه يحيى بن سعيد، وغيره عن سليمان التيمي. «والقول فيه قول ابن المبارك إذ الزيادة من الثقة مقبولة». وقال الذهبي: رفعه ابن المبارك ووفقه يحيى القطان. وأخرجه أحمد في مسنده بهذا الإسناد أيضًا، وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٢/ ٢٤٥) (٧٣٤): وأعله ابن القطان بالاضطراب وبالوقف وبجهالة حال أبي عثمان وأبيه، ونقل أبو بكر بن العربي عن الدارقطني أنه قال: هذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن ولا يصح في الباب حديث.