نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز

كتاب الجنائز - باب الدفن بالليل. ودفن أبو بكر - رضى الله عنه - ليلا. - ج: 1 - ص: 754

باب الدَّفْنِ بِاللَّيْلِ. وَدُفِنَ أَبُو بَكْرٍ - رضى الله عنه - لَيْلًا.

قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -:

١٣٤٠ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الشَّيْبَانِىِّ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنِ ابن عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ: صَلَّى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَجُلٍ بَعْدَمَا دُفِنَ بِلَيْلَةٍ قَامَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَكَانَ سَأَلَ عَنْهُ فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟». فَقَالُوا: فُلَانٌ، دُفِنَ الْبَارِحَةَ. فَصَلَّوْا عَلَيْهِ.

قَالَ الشَّارِحُ - رحمه الله -:

[٢١٣ أ/س]

(باب) جواز (الدَّفْنِ بِاللَّيْلِ) وإنما أطلق الترجمة لمكان الاختلاف فيه، كما سيجيء -إن شاء الله تعالى- (وَدُفِنَ) / على البناء للمفعول (أَبُو بَكْرٍ) الصديق (- رضي الله عنه - لَيْلًا) وهذا تعليق وصله المؤلف في أواخر الجنائز، في باب موت يوم الإثنين من حديث عائشة - رضي الله عنها - وفيه: "دفن أبو بكر - رضي الله عنه - قبل أن يصبح" (١).

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه عن إسماعيل بن علية، عن الوليد، عن القاسم بن محمد، قال: "دفن أبو بكر - رضي الله عنه - ليلًا" (٢).

قال: وحدثنا أبو معاوية، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن محمد، عن ابن السباق، أن عمر - رضي الله عنه - "دفن أبا بكر - رضي الله عنه - ليلًا، ثم دخل المسجد فأوتر" (٣).

(حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ (٤)) قال: (حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (٥)) بفتح الجيم هو ابن عبد الحميد وقد تقدما في كتاب العلم (عَنِ الشَّيْبَانِىِّ) سليمان (عَنِ الشَّعْبِىِّ) عامر بن شراحيل (عَنِ ابن

عَبَّاسٍ

---

(١) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب موت يوم الاثنين (٢/ ١٠٢) (١٣٨٧).
(٢) مصنف ابن أبي شيبة، كتاب الجنائز، ما جاء في الدفن بالليل (٣/ ٣١) (١١٨٢٩).
(٣) مصنف ابن أبي شيبة، كتاب الجنائز، ما جاء في الدفن بالليل (٣/ ٣١) (١١٨٣١).
(٤) هو: عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي، أبو الحسن بن أبي شيبة الكوفي، ثقة حافظ شهير وله أوهام، وقيل: كان لا يحفظ القرآن، من العاشرة، مات سنة تسع وثلاثين مائتين وله ثلاث وثمانون سنة، تقريب التهذيب (ص: ٣٨٦) (٤٥١٣).
(٥) هو: جرير بن عبد الحميد بن قُرْط الضبي الكوفي، نزيل الرِّيِّ وقاضيها، ثقة صحيح الكتاب، قيل: كان في آخر عمره يهم من حفظه، مات سنة ثمان وثمانين ومائة، تقريب التهذيب (ص: ١٣٩) (٩١٥).