للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ


جابر وأبو يعلى أيضا بسنده عن جابر: (اجتمعت قريش يوما، فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذى قد فرق جماعتنا، وشئت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه ولننظر ماذا يرد عليه، فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعه، فقالوا: أنت يا أبا الوليد، فأتاه عتبة، فقال: يا محمد أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله «ص» فقال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله «ص» فقال: إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك، فقد عبدوا الالهة التب عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم، فتكلم حتى نسمع قولك، وإنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك، فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا فى العرب حتى لقد طار فيهم أن فى قريش ساحرا وأن فى قريش كاهنا، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى. أيها الرجل، إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا، وأخذا، وإن كان إنما بك من الباءة، فاختر أى نساء قريش شئت، فلنزوجك عشرا، فقال رسول الله «ص» فرغت؟ قال: نعم، فقرأ رسول الله «ص» من أول سورة فصلت إلى قوله سبحانه: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ: أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) فقال عتبة: حسبك حسبك ما عندك غير هذا؟ فقال رسول الله «ص» لا. فرجع إلى قريش، قالوا: ما وراءك. قال: ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمون به إلا كلمته قالوا: فهل أجابك؟ قال: نعم والذى نصبها بنية ما فهمت شيئا مما قاله، غير أنه أنذركم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود. قالوا: ويلك يكلمك الرجل بالعريبة لا تدرى ما قال؟! قال: لا والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة» وقد ساقه البغوى بسنده عن محمد بن فضيل عن الأجلح وهو ابن عبد الله الكندى الكوفى، وقد ضعف بعض الشىء عن الزبال بن حرملة عن جابر، فذكر الحديث إلى قوله «فإن أعرضوا» فأمسك عتبة على فيه، وناشده بالرحم، ورجع إلى أهله، ولم يخرج إلى قريش، واحتبس عنهم، فقال أبو جهل: يا معشر قريش والله ما نرى عتبة إلا قد صبأ إلى محمد، وأعجبه طعامه، وما ذاك إلا من حاجة-

<<  <  ج: ص:  >  >>