للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ:

فَصْلٌ: وَذَكَرَ قَوْلَهُمْ الّذِي أَنَزَلَ اللهُ فِيهِ: قُلْ: يَا أَيُّهَا الْكافِرُونَ إلَى آخِرِهَا فَقَالَ: لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ أَيْ: فِي الْحَالِ: وَلا أَنا عابِدٌ مَا عَبَدْتُّمْ أَيْ: فِي الْمُسْتَقْبَلِ، وَكَذَلِكَ: وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ يَقُولُ لَهُمْ: وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، وَهُمْ قَدْ قَالُوا: هَلُمّ فَلْنَعْبُدْ رَبّك، وَتَعْبُدُ رَبّنَا، كَيْفَ نَفَى عَنْهُمْ مَا أَرَادُوا وَعَزَمُوا عَلَيْهِ؟ فَالْجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ:


آخر عن عبد الرحمن بن غنم: أن الرسول «ص» قال عن العتل الزنيم: «الشديد الخلق المصحح الأكول الشروب الواجد للطعام والشراب، الظلوم للناس رحيب الجوف» . الجعظرى بفتح الجيم وسكون العين وفتح الظاء وكسر الراء وتشديد الياء: الفظ الغليظ والجواظ بفتح الجيم وتشديد الواو: الضخم المختال والكثير الكلام والجلبة فى الشر. ويقول ابن كثير عما ذكر من سبب نزول: «ويوم بعض الظالم على يديه» : «وسواء أكان سبب نزولها فى عقبة أو غيره فإنها عامة فى كل ظالم، فكل ظالم يندم يوم القيامة غاية الندم، ويعض على يديه» وهو قول جميل، وقيل: إن العظيمين فيما جاء فى السيرة من سبب نزول: «لَوْلَا نُزّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ القريتين عظيم» إنهما الوليد بن المغيرة وكنانة بن عبد عمرو بن عمير الثقفى. وعن ابن عباس أنهم يعنون جبارا من جبابرة قريش. والقريتان هما: مكة والطائف. وجميل قول ابن كثير: «والظاهر أن مرادهم رجل كبير من أى البلدتين كان» وجميل منه أيضا أن يقول عن سبب نزول: «وضرب لنا مثلا ونسى خلقه» «هى عامة فى كل من أنكر البعث واللام والألف فى الإنسان للجنس يعم كل منكر للبعث» فقد اختلف فى شأن سبب نزولها فابن أبى حاتم ينسب القصة إلى العاصى بن وائل، وذكر ابن جرير من بين ما ذكر أنه عبد الله ابن أبى، غير أن هذا منكر؛ لأن ابن أبى مدنى والاية مكية

<<  <  ج: ص:  >  >>