(٢) ويقول ابن القيم عن هذا: «لأن القسم تعظيم للمقسم به، واستحقاقه للتعظيم من حيث ما أظهر هذا الخلق العظيم الذى هو السماء. ومن حيث سواها وزينها بحكمته فاستحق التعظيم. وثبت قدرته، فلو قال: ومن بناها لم يكن فى اللفظ دليل على استحقاقه القسم من حيث اقتدر على بنائها، ولكان المعنى مقصورا على ذاته ونفسه، دون الإيماء إلى أفعاله الدالة على عظمته المبئة عن حكمته، المفصحة باستحقاقه للتعظيم من خليقته، وكذلك قولهم: سبحان ما يسبح الرعد بحمده، لأن الرعد صوت عظيم من جرم عظيم، والمسبح به لا محالة أعظم، فاستحقاقه للتسبيح من حيث يستحقه العظيمات من خلقه، لا من حيث كان يعلم، ولا تقل يعقل فى هذا الموضع» .