للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فِي نَسَبِهِ: ابْنُ أَبِي كَبِيرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيّ، وَزِيَادَةُ أَبِي كَبِيرٍ فِي هَذَا الموضع لا يوافق عليه


- توهين الفرية من طريق النقل، مضى يكر عليها بالحجة العقلية الدامغة، فيقول: «أجمعت الأمة على عصمته- ص- ونزاهته عن مثل هذه النقيصة إما من تمنيه أن ينزل عليه مثل هذا من مدح آلهة غير الله، وهو كفر، أو أن يتسور عليه الشيطان، ويشبه عليه القرآن، حتى يجعل فيه ما ليس منه، ويعتقد النبى- ص- أن من القرآن ما ليس منه حتى ينبهه جبريل- عليه السلام- وذلك كله ممتنع فى حقه- صلّى الله عليه وسلم- أو يقول ذلك النبى- ص- من قبل نفسه عمدا، وذلك كفر، أو سهوا، وهو معصوم من هذا كله، وقد قررنا بالبراهين والإجماع عصمته- ص- من جريان الكفر على قلبه أو لسانه لا عمدا ولا سهوا، أو أن يشبه عليه ما يلقيه الملك مما يلقى الشيطان، أو يكون للشيطان عليه سبيل، أو أن يتقول على الله لا عمدا، ولا سهوا ما لم ينزل عليه، وقد قال تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ، فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) الحاقة: ٤٤- ٤٧ وقال تعالى: (وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا، إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ، ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً) الإسراء: ٧٥. ووجه ثان وهو استحالة هذه القصة نظرا وعرفا، وذلك أن هذا الكلام لو كان كما روى لكان بعيد الالتئام، متناقض الأقسام، ممتزج المدح بالذم. متخاذل التأليف والنظم. ولما كان النبى «ص» ولا من بحضرته من المسلمين. وصناديد المشركين ممن يخفى عليه ذلك. وهذا لا يخفى على أدنى متأمل. فكيف ممن رجح حلمه. واتسع فى باب التبيان. ومعرفة فصيح الكلام علمه» ثم أكد أن القصة لو حدثت لوجدت بها قريش على المسلمين الصولة. ولأقامت اليهود بها عليهم الحجة. لأنهم كانوا يتربصون بالنبى وبالمسلمين لأفل فتنة، ولكنا نجد هذه القصة مروية عن طريق ضعيفة. وأنه لم يرو عن معاند فيها كلمة، ولا عن مسلم بسببها بنت شفة، ولا شك فى إدخال بعض شياطين الجن والإنس هذا الحديث على بعض مغفلى. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ
ــ
المحدثين. ليلبس به على ضعفاء المسلمين ص ١١٦ وما بعدها ح ٢ الشفاء طبعة سنة ١٢٩٠ هـ مطبعة خليل أفندى وتدبر مع هذا قول الله سبحانه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) الحجر: ٩ وقوله: (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ. وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) المائدة: ٦٧ فإن زاد أو نقص فما بلغ رسالته. إنما بلغ حقا ممتزجا بباطل. وتدبر قوله العظيم: (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) النجم: ٣: ٤ وقوله سبحانه: (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى) الأعلى والفخر الرازى- على ما فيه- يقول: هذه القصة باطلة وموضوعة ولا يجوز القول بها. وقال البيهقى: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل. والمراد بالغرانيق: الأصنام. وهى فى الأصل: الذكور من طير الماء. وقيل: الطويل العنق الأبيض، وقيل: هو الكركى واحدها: غرنوق بضم النون والغين، وبكسر الغين وإسكان الراء وفتح النون. وبضم الغين وفتح النون. وغرنيق بكسر الغين والنون، وغرناق بفتح الغين والراء والنون، وغرناق بكسر الغين وإسكان الراء. وغرانق: الشاب الأبيض الجميل، وجمعها: الغرانق والغرانيق. وقد شبهوا أصنامهم بالغرانيق وهى الطيور التى تعلو فى السماء وترتفع.. والعجب أن الحافظ بن حجر يحاول فى الفتح الدفاع عن قواعد المحدثين، ويغفل عن الطعنة الغادرة التى اقترفت ضد الرسالة والرسول. فيقول عن النقد العظيم الذى وجهه القاضى عياض لطرق الحديث «وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد. فان الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا. وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح. وهى مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمراسيل، وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض، وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر» ص ٣٥٥ ج ٨ لست أدرى أيمكن أن نجعل لقواعد بشرية متهافتة مكانة فوق الحق المبين من هدى الله؟ إننا هنا يجب أن نعتصم بقواعد الحق المبين، لا بقواعد المحدثين التى يؤدى الدفاع عنها هنا إلى النيل من قداسة القرآن وعصمة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا سيما إذا وجدنا أن التأويلات التافهة التى سنساند بها هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>