للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَكَذَلِكَ وَجَدْت فِي حَاشِيَةِ كِتَابِ الشّيْخِ التّنْبِيهِ عَلَى هَذَا «١» وَذَكَرَهُ أَبُو عُمَرَ وَنَسَبَهُ كَمَا نسبه ابن إسحق بِزِيَادَةِ: أَبِي كَبِيرٍ، وَكَانَ بَدْرِيّا فِي إحْدَى الروايتين عن ابن إسحق، وَكَذَلِكَ قَالَ الْوَاقِدِيّ وَابْنُ عُقْبَةَ، وَمَاتَ بِأَجْنَادَيْنِ شَهِيدًا لَا عَقِبَ لَهُ.

تَأْوِيلُ: كُلّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ:

فَصْلٌ: وَذَكَرَ قَوْلَ لبيد:


- القواعد تأويلات لا يشهد لها نقل، ولا يحترمها عقل، القضية المعروضة: أيسجد محمد لصنم، ويثنى على صنم، ويفترى على الله الكذب؟ أيخفى على محمد- وقد هداه القرآن- حقيقة الكفر وألفاظ الكفر ويعبث الشيطان به؟ كل مسلم يلعن من ينسب إلى الرسول هذا الفرية الخبيثة الجاحدة. وأقول هنا تعليقا على قوله سبحانه: (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) إنها وردت فى سورة الحج عقب التذكير بالقوم الذين كذبوا رسلهم، وببعض مواقف المشركين منه صلى الله عليه وسلم، وإملاء الله للقرى وهى ظالمة، وكذلك التذكير بمصير الصالحين والمعاندين. إن ورودها كذلك يؤكد أن التمنى المقصود هو تمنيه صلى الله عليه وسلم إسلام قومه كما تمنى الرسل والنبيون قبله. وأن إلقاء الشيطان فى أمنية الرسول (ص) هو وسوسته التى يبثها فى نفوس أوليائه؛ ليحملهم على البقاء على الكفر، فلا تتحقق أمنية الرسول (ص) ، وأما نسخ الله لما يلقى الشيطان، فهو نصره لرسوله وتأييده له حتى يؤمن الكثير من قومه، كما فعل بيونس وغيره. والله أعلم.
(١) ورد نسبه فى نسب قريش دون ذكر أبى كبير ص ٢٥٦ أما أبو كبير فهو منهب بن عبد بن قصى فى نسب قريش. شهد بدرا مع النبى «ص» وقتل يوم اليرموك شهيدا. ص ٢٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>