للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


النخل، وجعل فيه طبقانا مما يلى المشرق والمغرب، وزاد فيه إلى الشام خمسين ذراعا.. وهناك عدة روايات أخرى بعضها يقارب هذه والآخر يباعدها زيادة الوليد بن عبد الملك: نقل رزين أن المسجد بعد أن زاد فيه عثمان «رضى الله عنه لم يزد فيه على ولا معاوية رضى الله عنهما، ولا يزيد ولا مروان ولا ابنه عبد الملك شيئا، حتى كان الوليد بن عبد الملك وكان عمر بن عبد العزيز عامله على المدينة، ومكة، فبعث الوليد إلى عمر بن عبد العزيز بمال، وقال له: من باعك، فأعطه ثمنه، ومن أبى فاهدم عليه، وأعطه المال، فان أبى أن يأخذه فاصرفه إلى الفقراء. وقد روى أن عمر اشترى ما حول المسجد من المشرق والمغرب والشام، وأنه أراد ابتياع بيت حفصة رضى الله عنها، فأرسل إلى رجال من آل عمر، وانتهى الأمر إلى هدم البيت لإدخاله فى المسجد، وإلى إعطائهم طريقا إلى المسجد تنتهى إلى الأسطوانة، مع توسعتها. وكانت قبل ذلك ضيقة قدر ما يمر الرجل منحرفا. هذا وتجمع أخبار المؤرخين على أن حجر أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أدخلت فى المسجد بأمر الوليد، ويقول عطاء الخراسانى: حضرت كتاب الوليد يقرأ يأمر بإدخال حجر أزواج النبى «ص» فما رأيت يوما كان أكثر باكيا من ذلك اليوم. قال عطاء: فسمعت سعيد بن المسيب يقول: والله لوددت أنهم تركوها على حالها. ويقول عبد الله بن زيد الهذلى أنه رأى بيوت أزواج النبى «ص» حين هدمها عمر كانت باللبن ولها حجر من جريد مطرود بالطين عددت تسعة أبيات بحجراتها. وكانت الحجرات شرقى المسجد وقبليه، خارجة من المسجد مديرة به إلا من الغرب، وهذا الرأى يخالف ما ذكر السهيلى من أنها أدخلت فى زمن عبد الملك. كما أدخل فيه عمر دور عبد الرحمن بن عوف الثلاث التى يقال لها: القرابين ويقال إن الوليد طلب من ملك الروم أن يعينه بعمال وفسيفساء، فبعث إليه بأحمال منها، وبعدد من العمال. قيل كانوا ثمانين: أربعين من الروم وأربعين من القبط.، كما قيل إنه بعث إليه بعدة ألوف من الذهب، وبأحمال من سلاسل القناديل.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ويقال إن عمر هدمه سنة إحدى وتسعين هـ وأن البناء كان بالحجارة المنقوشة، وقصة بطن نخل وعمله بالفسيفساء وهى ألوان من الخرز يركب فى حيطان الببوت والمرمر، وعمل سقفه بالساج، وماء الذهب، وجعل عمد المسجد من حجارة حشوها عمد الحديد والرصاص، ويقال إن عمر لما صار إلى جدار القبلة دعا مشيخة من أهل المدينة من قريش والأنصار والعرب والموالى، فجعل لا ينزع حجرا إلا وضع مكانه حجرا، فكانت زيادة الوليد من المشرق إلى المغرب ست أساطين، وزاد إلى الشام من الأسطوانة المربعة التى فى القبر أربع عشرة أسطوانة. ومكث فى بنائه ثلاث سنين. كما روى أن عمل القبط كان مقدم المسجد، وكانت الروم تعمل ما خرج من المسجد جوانبه ومؤخره، فقال سعيد بن المسيب عن القبط: عمل هؤلاء أحكم. ويروى أن عثمان مات وليس فى المسجد شرفات ولا محراب، وأن أول من أحدث المحراب والشرفات عمر بن عبد العزيز، وأنه هو الذى عمل الميازيب التى من الرصاص، ولكن روى من طريق آخر أن الذى عمل الشرفات هو عبد الواحد بن عبد الله وهو وال على المدينة سنة أربع ومائة. وعمر توفى سنة ١٠١ ولما احترق المسجد جددت له شرفات سنة ٧٦٧ فى أيام الأشرف شعبان بن حسين بن محمد صاحب مصر. أما مناراته «مآذنه» فأحدثها عمر أيضا ويشهد لهذا ما رواه ابن إسحاق وأبو داود والبيهقى أن امرأة من بنى النجار قالت: كانت بيتى من أطول بيت حول المسجد وكان بلال يؤذن عليه الفجر كل غداة، فيأتى بسحر، فيجلس على البيت، لينظر إلى الفجر، فإذا رأى تمطى، ثم قال: اللهم إنى أحمدك وأستعينك على قريش أن يقيموا دينك، قالت: ثم يؤذن. القبر: حين رزىء المسلمون بموت النبى عليه الصلاة والسلام اختلفوا فى مكان دفنه، ثم روى لهم أنه يدفن حيث مات، فاهتدوا، وكان أبو عبيدة يضرح- والضرح هو الشق فى وسطه القبر- وأبو طلحة يلحد- واللحد: الشق يعمل فى جانب القبر، فيميل عن وسطه- فقال الصحابة: نستخير ربنا، ونبعث إليهما، فأيهما سبق تركناه، فأرسل إليهما، فسبق أبو طلحة، فلحدوا للنبى كما ورد فى مسند أحمد وسنن ابن ماجة وغيرهما.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فلما دفن فى حجرة السيدة عائشة حيث مات قالت ابنته فاطمة: أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله «ص» التراب، وسكت أنس عن جوابها رعاية لها، ولسان حاله يقول: لم تطب أنفسنا بذلك إلا لأنا قهرنا على فعله امتثالا لأمره. وقد روى البخارى فى موضعين من الجنائز، وفى المغازى، ومسلم فى الصلاة أن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى لم يقم منه- أو توفى فيه: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. لولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشى- أو خشى- أن يتخذ قبره مسجدا» ولم يجلس أحد على قبره صلى الله عليه وسلم ولم يصل إليه، ولا عليه، لأنه قال- كما روى مسلم: «لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها أو عليها، وروى مسلم أنه قال هذا فى مرضه الذى مات منه قبل موته بخمس وأنه قال: «فلا تتخذوا القبور مساجد، فانى أنهاكم عن ذلك» ولم يزره رجل ولا امرأة، ولم يعلق عليه قنديل ولا غيره، لأن الواقع كان يمنع الرجال من ذلك، أفكان يستطيع أحد أن يقتحم على عائشة بيتها؟ ثم إن ابن عباس روى لهم ما يأتى: «لعن رسول الله زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج «رواه الخمسة إلا بن ماجة، كما روى لهم أبو هريرة ما يأتى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لأن يجلس أحدكم على جمرة، فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر» ، ولم يجصص قبره عليه الصلاة والسلام، ولم يكتب عليه شىء، لأن جابرا روى لهم: «نهى النبى صلى الله عليه وسلم- أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يا بنى عليه، رواه أحمد ومسلم والنسائى وأبو داود والترمذى وصححه، ولفظه: «نهى أن تجصص القبور، وأن يكتب عليها، وأن يا بنى عليها، وأن توطأ» وفى لفظ النسائى: «ونهى أن يا بنى على القبر، أو يزاد عليه، أو يجصص، أو يكتب عليه» . ولم يستطع أحد أن يقيم له ضريحا، أو يعلى من قبره، لأنهم كانوا يعلمون
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ما قاله على لأبى الهياج الأسدى «أبعثك على ما بعثنى عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا تدع تمثالا إلا طمسته. ولا قبرا مشرفا إلا سويته» رواه الجماعة إلا البخارى وابن ماجة. وكان هديهم هذا، فقد روى مسلم أن فضالة بن عبيد أمر بقبر فسوى، ثم قال: سمعت رسول الله «ص» يأمر بتسويتها. ولقد روى ابن سعد فى طبقاته بسنده عن مالك بن أنس: قسم بيت عائشة بأثنين: «قسم كان فيه القبر، وقسم كان تكون فيه عائشة، وبينهما حائط فكانت عائشة ربما دخلت حيث القبر فضلا، فلما دفن عمر لم تدخله إلا وهى جامعة عليها ثيابها» كما روى أن عمر هو أول من بنى جدارا على بيت النبى «ص» . وورد أن هذا الجدار كان قصيرا ثم بناه عبد الله بن الزبير. وروى البخارى فى صحيحه من حديث هشام بن عروة عن أبيه: لما سقط عنهم الحائط- يعنى حائط حجرة النبى «ص» فى زمان الوليد بن عبد الملك بن مروان أخذوا فى بنائه فقيدت لهم قدم، ففزعوا، وظنوا أنها قدم النبى «ص» فما وجدوا أحدا يعلم ذلك، حتى قال لهم عروة: لا والله ما هى قدم النبى «ص» ما هى إلا قدم عمر ولما أدخل عمر بن عبد العزيز حجرات أزواج النبى «ص» فى المسجد نازله عروة منازلة شديدة كيلا يجعل قبر النبى «ص» فى المسجد، فأبى وقال: كتاب أمير المؤمنين لا بد من إنفاذه، ولكنه جعل حجرة السيدة عائشة مثلثة الشكل محددة حتى لا يتأتى لأحد أن يصلى إلى جهة القبر الكريم مع استقبال القبلة.. ثم جدث ما جدث، واقترف الناس ما اقترفوا من عبادة للقبر. لهذا يجب العمل على إفراد القبر عن المسجد اهتداء بهدى الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم- فليس من تكريم النبى- صلى الله عليه وسلم- أن يعبد قبره من دون الله، أو أن يتمسح به، أو يستجار به، أو. أو ... مما يحاول اقترافه عبدة الشياطين. وما أجمل ما قاله الإمام الشوكانى وهو يشرح حديث النهى عن رفع القبور. «ومن رفع القبور الداخل تحت الحديث دخولا أوليا: القبب والمشاهد المعمورة على القبور. وأيضا هو من اتخاذ القبور مساجد، وقد لعن النبى «ص» فاعل ذلك ... وكم قد سرى عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكى لها الإسلام. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
منها: اعتقاد الجهلة لها كاعتقاد الكفار للأصنام، وعظم ذلك، قظنوا أنها قادرة على جلب النفع، ودفع الضر، فجعلوها مقصدا لطلب قضاء الحوائج، وملجأ لنجاح المطالب، وسألوا منها ما يسأله العباد من ربهم وشدوا إليها الرحال، وتمسحوا بها، واستغاثوا، وبالجملة أنهم لم يدعوا شيئا مما كانت الجاهلية تفعله بالأصنام إلا فعلوه، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ومع هذا المنكر الشنيع والكفر الفظيع لا نجد من يغضب لله، ويغار حمية للدين الحنيف لا عالما، ولا متعلما، ولا أميرا، ولا وزيرا ولا ملكا، وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا يشك معه أن كثيرا من هؤلاء القبوريين أو أكثرهم إذا توجهت عليه يمين من جهة خصمه حلف بالله فاجرا، فاذا قيل له بعد ذلك: احلف بشيخك ومعتقدك الولى الفلانى تلعثم وتلكلأ وأبى واعترف بالحق، وهذا من أبين الأدلة الدالة على أن شركهم قد بلغ فوق شرك من قال إنه تعالى ثانى اثنين أو ثالث ثلاثة. فيا علماء الدين، ويا ملوك المسلمين: أى رزء للاسلام أشد من الكفر؟! وأى بلاء لهذا الدين أضر عليه من عبادة غير الله؟! وأى مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة؟ وأى منكر يجب إنكاره إن لم يكن إنكار هذا الشرك البين واجبا؟!
لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادى
ولو نارا نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخ فى رماد
أفيسمع المسلمون من رجل لا يستطيع أحد أن ينال من علمه وفقهه وإخلاصه؟؟ وإنه ليروى أن الوليد لما قدم حاجا جعل يطوف فى المسجد، وينظر إليه. ويصيح بعمر هاهنا، ومعه أبان بن عثمان: فلما استنفد الوليد النظر إلى المسجد التفت إلى أبان، وقال: أين بناؤنا من بنائكم؟ قال أبان: إنا بنيناه بنيان المساجد وبنيثموه بناء الكنائس ص ٣٧٠ السمهودى ح ١ وصف المسجد فى القرن السادس: وقد ورد للمسجد وصف دقيق من كاتب مراكشى عاش فى القرن السادس الهجرى ننقله بنصه عن كتابه «الاستبصار. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فى عجائب الأمصار» : «ومسجد النبى «ص» مستطيل غير مربع يزيد طوله على عرضه مائة ذراع، وسماء المسجد منقوشة مدهونة محفورة مذهبة كلها على عتب منقوشة على أعمدة خرز أسود بعضه على بعض ملبسة بالجيار، وهو ليس على أقواس إلا ما كان إلى الصحن، فانه أقواس معقودة وجوهها منزولة بالفسيفساء على أعمدة من خرز ملبسة بالجيار والأعمدة التى إلى صحن المسجد هى أقصر من التى عليها سماء المسجد، وتلك الأقواس التى إلى صحن المسجد مغلقة بشرا جيب الساج، مقدم المسجد خمس بلاطات معترضة، ومؤخره مثل ذلك، ومجنبة المسجد الشرقية فيها ثلاث بلاطات معترضة، ومجنبته الغربية أربع بلاطات، ومن مقدم المسجد إلى الصحن أحد عشر قوسا، وكذلك من مجنبته الآخرى. وطول المسجد من ركن منار بلال- رضى الله عنه- وهو الذى بإزاء قبر النبى «ص» إلى ركن مؤخره، وعرضه من باب جبريل عليه السلام، وهو الذى بإزاء قبر النبى «ص» إلى باب الرحمة التى بجنب دار السيدة مائة وسبعون ذراعا» ص ٣٧ ط ١٩٥٨ نشر وتعليق الدكتور سعد زغلول عبد الحميد. حجرات أزواج النبى «ص» : يقول الذهبى فى بلبل الروض: لم يبلغنا أنه عليه السلام بنى له تسعة أبيات حين بنى المسجد، ولا أحسبه بعد ذلك. إنما كان يريد بيتا واحدا حينئذ لسودة أم المؤمنين، ثم لم يحتج إلى بيت آخر حتى بنى بعائشة فى شوال سنة اثنتين، وكأنه عليه السلام بناها فى أزمان مختلفة» ص ٢٢٤ أعلام الساجد. وفى رواية أنه لما انصرف النبى «ص» من خيبر وزاد فى مسجده البنية الثانية ضرب الحجرات ما بين القبلة إلى الشام، ولم يضربها غربية، وكانت خارجة من المسجد مديرة به إلا من الغرب. وكانت لها أبواب فى المسجد. وسائر الروايات غير ما ذكر السهيلى تقرر أن أبواب بيوت زوجات النبى كانت مستورة بالمسوح، وقال ابن عطاء عن أبيه: وكانت بيوت أزواج النبى «ص» يقوم الرجل فيمس سقف البيت، والحجرات سقف عليها المسوح، وقد وصف عطاء الخراسانى حجرات أزواج النبى بأنها كانت من جريد على أبوابها المسوح. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
من شعر أسود. كما يروى أن أحدهم قال حين هدمت: ليتها تركت حتى يقصر الناس عن البناء، ويرى الناس ما رضى الله لنبيه، وخزائن الدنيا بيده. هذا ولفظ الحجرة فى هذه الآثار لا يراد به جملة البيت كما فى قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ: بل يراد ما يتخذ حجرة للبيت عند بابه مثل الحريم للبيت، وكانت هذه من جريد النخل، بخلاف الحجر التى هى المساكن فانها كانت من اللبن، كما يروى أن بعضهن كانت له حجرة، وبعضهن لم يكن له حجرة، وكان بيت فاطمة مع على خلف حجرة عائشة لم يزل حتى أدخله الوليد فى المسجد، وكان بيت عائشة مما يلى الشام، وكان ذا مصراع واحد. ومما يوضح مسمى الحجرة التى قدام البيت ما فى سنن أبى داود وغيره عن ابن عمر: قال قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلاة المرأة فى بيتها أفضل من صلاتها فى حجرتها، وصلاتها فى مخدعها أفضل من صلاتها فى بيتها» فالمخدع أستر من البيت الذى يقعد فيه، والبيت أستر من الحجرة التى هى أقرب إلى الباب والطريق، وكانت حجر عائشة وسودة وحفصة- رضى الله عنهن- لاصقة بالمسجد لأنه بنى بهن قبل غيرهن، وآخر من تزوجها صفية لما فتح خيبر سنة تسع من الهجرة، وحينئذ اتخذ لها بيتا، وكان أبعد عن المسجد من غيره كما يستفاد من حديث ورد فى الصحيحين، وفيه أنه خرج مع صفية من المسجد ليوصلها إلى سكنها، ولو كان بيتها متصلا بالمسجد لم يفعل. وحين دخلت حجرة عائشة فى المسجد سد عمر بن عبد العزيز باب الحجرة، وبنى حائطا آخر عليها غير الحائط القديم. فالواجب- كما بينا من قبل- أن يعود كل شىء إلى مكانه، وأن يفصل بين القبر والمسجد، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، «انظر كتابى الرد على البكرى والرد على الإخنائى للامام ابن تيمية المطبوعين معا سنة ١٣٤٦ هـ ولا سيما من ص ١٨٤ من كتاب الرد على الإخنائى، وانظر ص ٢٩٢ وما بعدها ح ٨ شرح المواهب اللدنية، وكتاب وفاء الوفاء ح ١ من ص ٢٢٩ إلى ٣٧٩ ط ١٣٢٦ هـ ونيل الأوطار ح ٤ ص ٨٣ ط عثمان خليفة ١٣٥٧ وكتاب الخصائص للسيوطى ص ٣٩٦ ح ٣ بتحقيق فضيلة الشيخ هراس.

<<  <  ج: ص:  >  >>