للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَقَوْلُهُ فِي أَوّلِ الْخُطْبَةِ «١» إنّ الْحَمْدَ لِلّهِ أَحْمَدُهُ هَكَذَا بِرَفْعِ الدّالِ مِنْ قَوْلِهِ:

الْحَمْدُ لِلّهِ وَجَدْته مُقَيّدًا مُصَحّحًا عَلَيْهِ، وَإِعْرَابُهُ لَيْسَ عَلَى الْحِكَايَةِ، وَلَكِنْ عَلَى إضْمَارِ الْأَمْرِ كَأَنّهُ قَالَ: إنّ الْأَمْرَ الّذِي أَذْكُرُهُ، وَحَذَفَ الْهَاءَ الْعَائِدَةَ عَلَى الْأَمْرِ كَيْ لَا يُقَدّمَ شَيْئًا فِي اللّفْظِ مِنْ الْأَسْمَاءِ عَلَى قَوْلِهِ: الْحَمْدُ لِلّهِ، وَلَيْسَ تَقْدِيمُ إنّ فِي اللّفْظِ مِنْ بَابِ تَقْدِيمِ الْأَسْمَاءِ، لِأَنّهَا حَرْفٌ مُؤَكّدٌ لِمَا بَعْدَهُ مَعَ مَا فِي اللّفْظِ مِنْ التّحَرّي لِلَفْظِ الْقُرْآنِ وَالتّيَمّنِ بِهِ، وَاَللهُ أَعْلَمُ.

وَكَانَتْ خُطْبَتُهُ فِي تِلْكَ الْأَيّامِ عَلَى جِذْعٍ، فَلَمّا صُنِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ «٢» ، وَصَنَعَهُ لَهُ عَبْدٌ لِامْرَأَةِ مِنْ الْأَنْصَارِ اسْمُهُ بَاقُومٌ «٣» خار الجذع خوار


(١) روى أبو داود عن الخطبة الثانية ما يأتى: عن ابن مسعود رضى الله عنه أن النبى إذا تشهد قال: الحمد لله ... الحديث إلى قوله لا شريك له. وقد صحح النووى إسناد هذا الحديث فى شرحه لمسلم. هذا ويرى الحسن البصرى، وداود الظاهرى، والجوينى والشوكانى أن الخطبة مندوبة، وليست بواجبة.
(٢) شجر، الواحدة: طرفة، وقال سيبويه: الطرفاء واحد وجمع. ويصفها المعجم الوسيط بقوله جنس جنبات وجنيبات للتزيين من الفصيلة الطرفاوية، ومنها: الأثل، وفى الصحيحين عن سهل بن سعد أنه صنع له من أثل الغابة، ويقول الزرقانى فى المواهب: وهو شجر كالطرفاء لا شوك له، وخشبه جيد، يعمل منه القصاع والأوانى، والغابة: موضع بالعوالى
(٣) واختلف فى اسم صانعه، ففى الصحيح أنه ميمون مولى امرأة من الأنصار، وقيل: مولى سعد بن عبادة، فكأنه فى الأصل مولى امرأته، ونسب إلى سعد مجازا- وقد اختلف أيضا فى اسم امرأة سعد- وروى أبو نعيم أن صانعه باقوم الرومى مولى سعيد بن العاص، أو باقول، أو صباح، أو قبيصة، أو مينا، أو صالح أو كلاب، وكلاهما مولى العباس، أو إبراهيم، أو تميم الدارى

<<  <  ج: ص:  >  >>