(١) لا يمر بخاطر مسلم ولا فكره حين يسمع بالضحك منسوبا إلى الله سبحانه ما يمر بخاطره أو فكره حين يسمع به منسوبا إلى البشر، ولا يتصور مسلم أن صورة الضحك البشرى، وما يستلزم، وما يحدث حين يكون يمكن أن ينسب إلى الله سبحانه، فهذا ضحك البشر، وذاك ضحك الله الذى ليس كمثله شىء، ولهذا نقف عن تأويله بشىء آخر حين يصح نقلا نسبته إلى الله جل وعلا. وأصل الضحك لغة: يفيد الانكشاف والبروز، وكل من أبدى عن أمر كان مستورا. قيل: قد ضحك. كما تقول: ضحكت الأرض بالنبات إذا ظهر فيها، وانفتق عن زهره وهو لا يستلزم انبساط الوجه وتكشر الأسنان إلا حين يكون منسوبا إلى البشر، أما حين ينسب إلى الله سبحانه، فلا يستلزم شيئا مما نسب إلى الخلق، لأنه جل شأنه الخالق. هذا ولم يرد نسبة الضحك فى القرآن إلى الله سبحانه. وإنما ورد فى الحديث مثل: «يضحك الله إلى رجلين بقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة يقاتل هذا فى سبيل الله، فيقتل، ثم يتوب الله على القاتل، فيقاتل فى سبيل الله، فيستشهد» البخارى ومسلم. وكقوله صلى الله عليه وسلم للأنصارى وامرأته اللذين استضافا رجلا،: «لقد ضحك الله الليلة- أو عجب من فعالكما» من حديث رواه البخارى ومسلم، وانظر ص ٤٦٧ الأسماء والصفات لأبى بكر أحمد بن الحسين بن على البيهقى، مطبعة السعادة.