للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

مِنْهَا، فَتَمَثّلَ عُمَرُ بِهَذَا الْمَثَلِ، يُرِيدُ أَنّ عُقْبَةَ لَيْسَ مِنْ قُرَيْشٍ «١» ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ أَنّ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ حِينَئِذٍ: إنّمَا أَنْتَ يَهُودِيّ مِنْ أَهْلِ صَفّورِيَةَ «٢» ، لِأَنّ الْأَمَةَ الّتِي وَلَدَتْ أَبَاهُ كَانَتْ لِيَهُودِيّ مِنْ أَهْلِ صَفّورِيَةَ، وَاسْمُهَا: تَرَنِي، قَالَهُ الْقُتَبِيّ «٣» ، وَكَذَلِكَ قَالَ دَغْفَلُ بْنُ حَنْظَلَةَ النّسّابَةُ لِمُعَاوِيَةَ حِينَ سَأَلَهُ: هَلْ أَدْرَكْت عَبْدَ الْمُطّلِب؟ فَقَالَ: نَعَمْ أَدْرَكْته شَيْخًا وَسِيمًا قَسِيمًا جَسِيمًا يَحُفّ بِهِ عَشَرَةٌ مِنْ بَنِيهِ كَأَنّهُمْ النّجُومُ، قَالَ: فَهَلْ رأيت أميّة ابن عَبْدِ شَمْسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ رَأَيْته أُخَيْفِشُ أُزَيْرِقُ «٤» دَمِيمًا، يَقُودُهُ عَبْدُهُ ذَكْوَانُ، فَقَالَ: وَيْحَك ذَاكَ ابْنُهُ أَبُو عَمْرٍو، فَقَالَ دَغْفَلٌ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ ذَلِكَ.

الطّعْنُ فِي نَسَبِ بَنِي أُمَيّةَ:

قَالَ الْمُؤَلّفُ:

وَهَذَا الطّعْنُ خَاصّ بِنَسَبِ عُقْبَةَ مِنْ بَنِي أُمَيّةَ، وَفِي نَسَبِ أُمَيّةَ نَفْسِهِ مَقَالَةٌ


(١) جعله ابن دريد فى الاشتقاق من رجال قريش، وكذلك المؤرخ ابن عمرو السدوسى.
(٢) كورة وبلدة من نواحى الأردن بالشام قرب طبرية.
(٣) يقال للأمة والبغى: ترنى كحبلى، وترنى وابن ترنى: ولد البغى، ويجوز أن تكون ترنى من رنيت: إذا أديم النظر إليها. يقال: إن أمية جد أبيه خرج إلى الشام، فوقع على يهودية لها زوج من صفورية فولدت ذكوان المكنى أبا عمرو، وهو والد أبى معيط على فراش اليهودى، فاستلحقه بحكم الجاهلية.
(٤) أخفش تصغير أخفش والخفش فساد فى العين يضعف منه نورها، ويغمض دائما من غير وجع والزرقة خضرة فى سواد العين، وقيل: هو أن يتغش سوادها بياض. وقيل: الزرق تحجيل يكون دون الأشاعر، أو بياض لا يطيف بالعظم كله، ولكن وضح فى بعضه.

<<  <  ج: ص:  >  >>