للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أَخَذَهَا، فَأَنْزَلَ اللهُ الْآيَةَ، وَمَنْ قَرَأَ يُغَلّ بضم الياء وفتح الغين فمعناه أن يلغى غَالّا، تَقُولُ: أَجْبَنْت الرّجُلَ إذَا أَلْفَيْته جَبَانًا، وَكَذَلِكَ أَغَلَلْته: إذَا وَجَدْته غَالّا، وَقَدْ قَالَ عمرو بن معد يكرب لِبَنِي سُلَيْمٍ: قَاتَلْنَاكُمْ، فَمَا أَجْبَنّاكُمْ، وَسَأَلْنَاكُمْ فَمَا أَبْخَلْنَاكُمْ وَتَفْسِيرُ ابْنِ إسْحَاقَ [غَيْرُ] «١» خَارِجٍ عَنْ مُقْتَضَى اللّغَةِ. فَمَنْ كَتَمَ فَقَدْ غَلّ، أَيْ: سَتَرَ، وَكَذَلِكَ مَنْ خَانَ فِي شَيْءٍ وَأَخَذَهُ خُفْيَةً، فَقَدْ سَتَرَهُ وَكَتَمَهُ، وَأَصْلُ الْكَلِمَةِ: السّتْرُ وَالْإِخْفَاءُ، وَمِنْهُ الْغِلَالَةُ وَالْغَلَلُ لِلْمَاءِ الّذِي يُغَطّيهِ الشّجَرُ وَالنّبَاتُ، وَقَدْ أَمَرَ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَعْضِ الْمَغَازِي بِإِحْرَاقِ مَتَاعِ الْغَالّ، وَأَخَذَتْ بِهِ طَائِفَةٌ مِنْ الْفُقَهَاءِ، مِنْهُمْ أحمد وإسحاق «٢» .


- وروى ابن جرير وأبو داود والترمذى أنها نزلت فى قطيفة حمراء فقدت يوم بدر. الخ. وقال الترمذى: حسن غريب.. ورواه بعضهم عن خصيف عن مقسم مرسلا. وروى ابن مردويه أن بعض المنافقين اتهم رسول الله «ص» بشىء، فنزلت. والغلول هو الخيانة فى المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة، وكل من خان فى شىء خفية فقد غل. القراءة بفتح الياء هى قراءة المصحف، وهى قراءة ابن عباس وأبى عبد الرحمن السلمى وجماعة من قراء الحجاز والعراق، والقراءة بضم الياء وفتح الغين قراءة عظم قراء أهل المدينة والكوفة.
(١) سياق الكلام يفرضها، وهى محذوفة فى الأصل.
(٢) قال البخارى: قد روى فى غير حديث عن النبى «ص» فى الغال، ولم يأمر بحرق متاعه. وقد قال رسول الله «ص» عن رجل غل بردة، ثم مات فى المعركة فقيل عنه إنه شهيد- كلا، إنى رأيته فى النار فى بردة غلها أو عبادة «من حديث رواه أحمد ومسلم» وجاءه رجل بشراك كان قد. غله يوم خيبر فقال رسول الله «ص» . شراك من نار «من حديث متفق عليه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>