للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

رِوَايَةُ مَنْ رَوَاهُ بِالضّمّ لِلشّهَدَاءِ، وَرِوَايَةُ الْفَتْحِ لِمَنْ دُونَهُمْ، فَاَللهُ أَعْلَمُ بِمَا أَرَادَ رَسُولُهُ من ذلك.

وقوله ثم تأوى إلى فناديل يُصَدّقُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى عَزّ وَجَلّ: وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ «١» الْحَدِيدُ: ١٩. وَإِنّمَا تَأْوِي إلى تلك القناديل


أنها فى حواصل طيور خضر تسرح من أنهار الجنة حيث شاءت، ثم تأوى إلى قناديل معلقة. تحت العرش» وفى رواية عبد الرازق من حديث عبد الله بن كعب ابن مالك: «إن أرواح الشهداء فى صور طيور خضر معلقة فى قناديل الجنة حتى يرجعها الله يوم القيامة» فهذا يدل على أنها محبوسة فى مكان خاص، والأول يفيد أنها مطلقة تسرح حيث تشاء، ثم إن لها مأوى تأوى إليه حين تشاء، وفى رواية مالك وأصحاب السنن ما عدا أبا داود أنها فى أجواف خضر تعلف من ثمر الجنة أو شجر الجنة، وعبد الطاغوت والقبور يحرفون الكلم عن مواضعه فى هذه الآية الإلهية: فيضعون مكان «أحياء عند ربهم» «أحياء فى قبورهم» بغية استهواء الناس إلى عبادة الموتى بالدعاء والرجاء والخوف والحب والتوكل، زاعمين لهم أنهم يسمعون لأنهم «أحياء فى قبورهم» وهذه الحياة الدقيقة السامية عند الله حياة غيبية هو وحده جل شأنه العليم بحقيقتها، إنها حياة روحية لا جسدية، لأن الأجساد أرمت وفنيت وكم من دود منها طعم، وسوس عاث «وشجر منها نبت، فأكلنا ثمره، واصطلينا بناره. فإذا جاء يوم الفصل بعث الله كل أمرىء من مرقده، كيف؟ أو ليس الذى. خلق السماوات والأرض بقادر على أن يحيى الموتى؟ بلى: إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له: كن فيكون. ولا يأتى حين يتشعب القول بين: كيف، ولم- وهذا هو رأيى- إلا بتشقق القلب بالقلق الأسود. ولنسكت عن المراء فى شأن الغيب، فالمراء كفر.
(١) هم القائمون بالشهادة لله سبحانه، ولهم، وعلى الأمم يوم القيامة، ولم لا يكون قوله سبحانه إخبارا عن الذين آمنوا بالله ورسوله؟ ثم هو بيان عن النور الذى سيكون يوم القيامة. واقرأ من سورة الحديد من قوله سبحانه: -

<<  <  ج: ص:  >  >>