كلكم يمشى رويد ... كلكم خاتل صيد غير عمرو بن عبيد وفى رواية: كلكم يطلب صيد واقرأ نصيحته الرائعة المنصور فى ترجمته فى الملل والنحل للشهرستانى. ومن رثاء المنصور له كما ذكر الشهرستانى: لو أن هذا الأمر أبقى صالحا ... أبقى لنا عمرا أبا عثمان وقيل لما حضرته الوفاة قال لصاحبه: نزل بى الموت، ولم أتأهب له، ثم قال: الهم إنك تعلم أنه لم يسنح لى أمران فى أحدهما رضا لك، وفى الآخر هوى لى إلا اخترت رضاك على هواى فاغفر لى، ومات عن ٦٤ عاما. والقدرية تقال باطلاقين الأولى على الذين ينفون القدر، والآخرين على الذين يثبتونه مع نفى الشرع. والقدرية كما يعرفهم ابن تيمية- هم الذين خاضوا فى قدر الله بالباطل، وأصل ضلالهم ظنهم أن القدر يناقض الشرع، فصاروا حزبين حزبا يعظمون الشرع والأمر والنهى والوعد والوعيد، واتباع ما يحبه الله ويرضاه، وهجر ما يبغضه وما يسخطه، وظنوا أن هذا لا يمكن أن يجمع بينه وبين القدر» .. وقد وصف هذا الحزب بأنه يكذب بالقدر وينفيه، أو ينفى بعضه ثم قال عن الحزب الثانى «وحزبا يغلب القدر، فينفى الشرع فى الباطن، أو ينفى حقيقته، ويقول: لا فرق بين ما أمر الله به وما نهى عنه فى نفس الأمر الجميع سواء، وكذلك أولياؤه وأعداؤه، وكذلك ما ذكر أنه يحبه وذكر أنه يبغضه لكنه فرق بين المتماثلين بمحض المشيئة، يأمر بهذا، وينهى عن مثله، فجحدوا- . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . - الفرق والفصل الذى بين التوحيد والشرك وبين الإيمان والكفر وبين الطاعة والمعصية وبين الحلال والحرام» ثم عاد يسم الحزب الاول وهم نفاة القدر أو بعضه أنهم أنكروا الجمع وأنكروا أن يكون الله على كل شىء قدير، ومنهم من أنكر أن يكون الله بكل شىء عليما، وأنكروا أن يكون خالقا لكل شىء» ثم وازن بين الفريقين فقال عن نفاة الشرع الذين يسوون بين الأمر والنهى «هؤلاء نفوا حكمته وعدله، وأولئك- أى نفاة القدر- نفوا قدرته ومشيئته» وشبه هؤلاء بالمجوس، وشبه الآخرين بالمشركين ص ١٦٤ وما بعدها ح ١ مجموعة الرسائل الكبرى، وقد أبدع فيها كعادته رضى الله عنه. وعمرو بن عبيد هو من نفاة القدر الذين سموا بالمعتزلة. يقول ابن تيمية «وكانت الخوارج قد تكلموا فى تكفير أهل الذنوب من أهل القبلة، وقالوا: إنهم كفار مخلدون فى النار، فخاض الناس فى ذلك، وخاض فى ذلك القدرية بعد موت الحسن البصرى، فقال عمرو بن عبيدة وأصحابه: لا هم مسلمون، ولا كفار، بل لهم منزلة بين المنزلتين، وهم مخلدون فى النار، فوافقوا الخوارج على أنهم مخلدون، وعلى أنه ليس معهم من الإسلام والإيمان شى ولكن لم يسموهم كفارا، واعتزلوا حلقة أصحاب الحسن البصرى عن قتادة وأيوب السختيانى وأمثالها، فسموا معتزلة من ذلك الوقت بعد موت الحسن» ص ٢٧. المصدر السابق وهناك آراء أخرى فى سبب تلقيبهم بالمعتزلة ولكن ابن تيمية فى موازنته العادلة يقول عن المعتزلة «ولا ريب أن المعتزلة خير من الرافضة- أى الشيعة الذين رفضوا إمامة زيد- ومن الخوارج، فإن المعتزلة تقر بخلافة الخلفاء الأربعة وكلهم يتولون أبا بكر وعمر وعثمان، وكذلك المعروف عنهم أنهم يتولون عليا، ومنهم من يفضله على أبى بكر وعمر، وكلهم يتولى عثمان، ويعظمون أبا بكر وعمر، ويعظمون الذنوب، فهم يتحرون الصدق كالخوارج لا يختلقون الكدب كالرافضة ولا يرون اتخاذ دار غير دار الاسلام كالخوارج، ولهم كتب فى تفسير القرآن، ونصر الرسول ولهم محاسن كثيرة يترجحون على الخوارج والروافض، وهم قصدهم إثبات توحيد-