للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يُوسُفَ لِامْرَأَتِهِ: هِنْدِ بِنْتِ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ، حِينَ لَحَنَتْ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهَا، اللّحْنَ فَاحْتَجّتْ بِقَوْلِ أَخِيهَا مَالِكِ بْنِ أَسْمَاءَ:

وَخَيْرُ الْحَدِيثِ مَا كَانَ لَحْنًا

فَقَالَ لَهَا الْحَجّاجُ: لَمْ يُرِدْ أَخُوك هَذَا، إنّمَا أَرَادَ اللّحْنَ الّذِي هُوَ التّوْرِيَةُ وَالْإِلْغَازُ، فَسَكَتَتْ، فَلَمّا حُدّثَ الْجَاحِظُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ: لَوْ كَانَ بَلَغَنِي هَذَا قَبْلَ أَنْ أُؤَلّفَ كِتَابَ الْبَيَانِ مَا قُلْت فِي ذَلِكَ مَا قُلْت، فَقِيلَ لَهُ:

أَفَلَا تُغَيّرُهُ؟ فَقَالَ: كَيْفَ وَقَدْ سَارَتْ بِهِ الْبِغَالُ الشّهْبُ وَأَنْجَدَ فِي الْبِلَادِ وَغَارَ.

وَكَمَا قَالَ الْجَاحِظُ فِي مَعْنَى تَلْحَنُ أَحْيَانًا قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ مثله أو قريبا منه «١»


- الشاعر استملح من هذه المرأة ما يقع فى كلامها من الخطأ» ثم رد قول ابن قتيبة بقوله: وقوله عندنا محال، لأن العرب لم تزل تستقبح اللحن من النساء كما تستقبحه من الرجال الخ ص ٢١٠ ط الحسينية. وقد ذكر ابن قتيبة بعد البيت أربعة أبيات أخرى. كما نقل ثلاثة الأبيات فى ص ن من مقدمته لكتابه عيون الأخبار، ونقلها ايضا فى ص ١٦١، ١٦٢ ح ٢ ونقل تعليق ابن دريد على الأبيات، وهو قوله: استثقل منها الإعراب.
(١) يقول الأستاذ عبد السلام هارون فى تعليقه على أمالى ثعلب «وقد نبه الجاحظ إلى خطئه فاعترف به، وقصته واعترافه فى تاريخ بغداد «١٢: ٢١٤» ومعجم الأدباء (٦: ٦٥) مرجليوث ص ٥٩٩ أمالى ثعلب. هذا وقد قال الحجاج لهند لما لحنت: أتلحنين وأنت شريفة، وفى بيت قيس، فاستشهدت بقول أخيها كما ذكر السهيلى، فقال لها: إنما عنى أخوك اللحن فى القول إذا كنى المحدث عما يريد، ولم يعن اللحن فى العربية، فأصلحى لسانك. وانظر ص ١١، ١٢ من أمالى المرتضى، ففيها بيان خطأ الجاحظ واعترافه بهذا الخطأ، ونص المرتضى على خطأ ابن قتيبة حين ذكر فى كتابه عيون الأخبار أبيات الفزارى يعتذر بها عن لحن أصيب فى كتابه- كما يقول المرتضى ط ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>