(٢) رواه الشيخان من حديث جابر، وثبت- كما قيل- عن عشرة من الصحابة أو أكثر. وقال الحاكم: الأحاديث التى تصرح باهتزاز عرش الرحمن مخرجة فى الصحيحين، وليس لمعارضها فى الصحيح ذكر. وسيأتى حديث السهيلى عن هذا. وقد أنكر مالك هذا الحديث، وكره التحدث به. فقد سئل- كما روى صاحب العتبية- عن هذا الحديث، فقال: أنهاك أن تقوله وما يدعو المرء أن يتكلم بهذا، وما يدرى ما فيه المغرور. ويقول اليعمرى عن إنكار مالك: إن العلماء اختلفوا فى هذا الخبر، فمنهم من يحمله على ظاهره، ومنهم من يؤوله، وما هذا سبيله من الأخبار المشكلة، فمن الناس من يكره روايته إذا لم يتعلق به حكم شرعى، فلعل الكراهة المروية عن مالك من هذا النمط. ويقول أبو الوليد بن رشد فى شرح العتيبة: إنما نهى مالك لئلا يسبق إلى وهم الجاهل أن العرش إذا تحرك يتحرك الله بحركته، كما يقع للجالس منا على كرسيه، وليس العرش بموضع استقرار الله تبارك الله وتنزه عن مشابهة خلقه. ولكن مالكا من رواة حديث النزول وهو أصرح فى إثبات الحركة. فقيل: لعل حديث سعد لم يثبت عنده كما ثبت حديث النزول. لكن لو كان الأمر كذلك لقال مالك: ليس بثابت، أو لا أعرفه أو ما سمعته أو نحو ذلك. وكان ابن عمر يقول: إن العرش لا يهتز لأحد، ولكن قيل إنه رجع عن هذا لما بلغته الروايات. أخرج ذلك ابن حبان من طريق مجاهد عنه. المراد باعتزاز العرش: قيل المراد استبشاره وسروره بقدوم روحه، كما يقال-