(١) هذا كلام له وزنه العظيم. وممن أبدع وأجاد فى هذا الإمام ابن القيم فى بدائع الفوائد فاقرأ ما كتبه فى ص ١٦٤ ح ١ بدائع الفوائد. ومما قاله: اختلف النظار فى الأسماء التى تطلق على الله وعلى العباد. كالحى والسميع والبصير والعليم والقدير والملك ونحوها، فقالت طائفة من المتكلمين: هى حقيقة فى العبد مجاز فى الرب، وهذا قول غلاة الجهمية وهو أخبث الأقوال، وأشدها فسادا. والثانى مقابله: وهو أنها حقيقة فى الرب مجاز فى العبد، وهو قول أبى العباس للناشىء. والثالث: أنها حقيقة فيهما، وهذا قول أهل السنة وهو الصواب، واختلاف الحقيقتين فيهما لا يخرجها عن كونها حقيقة فيهما، وللرب تعالى منها ما يليق بجلاله، وللعبد منها ما يليق به، ص ١٦٤. ثم يقول: «له من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمه معنى وأبعده وأنزهه عن شائبة عيب أو نقص، فله من صفة الإدراكات: العليم الخبير دون العاقل الفقيه، والسميع والبصير دون السامع والباصر والناظر، ومن صفات الإحسان: البر الرحيم الودود دون الرفيق والشفوق ونحوهما، وكذلك العلى العظيم دون الرفيع الشريف، وكذلك الكريم دون السخى. والخالق البارىء المصور دون الفاعل الصانع المشكل. والغفور العفو دون الصفوح الساتر. وكذلك سائر أسمائه تعالى يجرى على نفسه منها أكملها وأحسنها. وما لا يقوم غيره مقامه. فتأمل ذلك. فأسماوه أحسن الأسماء. كما أن صفاته أكمل الصفات. فلا تعدل عما سمى به نفسه إلى غيره. كما لا تتجاوز ما وصف به نفسه. ووصفه به رسوله إلى ما وصفه به المبطلون والمعطلون، أنظر صفحتى ١٦٤، ١٦٨ من المصدر المذكور.