للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الثّانِي أَنّهُ وَعْدٌ عَلَى الْجُمْلَةِ، وَالِاسْتِثْنَاءُ رَاجِعٌ إلَى التّفْصِيلِ، إذْ لَا يَدْرِي كُلّ إنْسَانٍ مِنْهُمْ: هَلْ يَعِيشُ إلَى ذَلِكَ، أَمْ لَا، فَرَجَعَ الشّكّ إلَى هَذَا الْمَعْنَى، لَا إلَى الْأَمْرِ الْمَوْعُودِ بِهِ، وَقَدْ قِيلَ إنّمَا هُوَ تَعْلِيمٌ لِلْعِبَادِ أَنْ يَقُولُوا هَذِهِ الْكَلِمَةَ، ويستعملونها فِي كُلّ فِعْلٍ مُسْتَقْبَلٍ أَعْنِي: إنْ شَاءَ اللهُ «١» .

بَيْعَةُ الشّجَرَةِ وَأَوّلُ مَنْ بَايَعَ:

فَصْلٌ: وَذَكَرَ بَيْعَةَ الشّجَرَةِ، وَسَبَبَهَا، وَلَمْ يَذْكُرْ أَوّلَ مَنْ بَايَعَ، وَذَكَرَ الْوَاقِدِيّ أَنّ أَوّلَ مَنْ بَايَعَ بَيْعَةَ الرّضْوَانِ سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الأسدىّ وقال موسى ابن عُقْبَةَ: أَوّلُ مَنْ بَايَعَ أَبُو سِنَانٍ، وَاسْمُهُ: وهب بن محصن أخى عكّاشة ابن مِحْصَنٍ الْأَسَدِيّ، وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: كَانَ أَبُو سِنَانٍ أَسَنّ مِنْ أَخِيهِ عُكّاشَةَ بِعَشْرِ «٢» سِنِينَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَتُوُفّيَ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَيُرْوَى أَنّهُ حين قال


(١) يقول البيضاوى «هى تعليق للعدة بالمشيئة تعليما للعباد أو إشعارا بأن بعضهم لا يدخل لموت أو غيبة أو حكاية لما قاله ملك الرؤيا، أو النبى صلى الله عليه وسلم لأصحابه» .
(٢) فى رواية: بعشرين. تعليق عام على الحديبية الحديبية: بئر سمى المكان بها، وقيل شجرة سمى بها المكان، أو هى قرية ليست كبيرة بعضها فى الحل وبعضها فى الحرم، وهى على تسعة أميال من مكة عدد أبطالها: فى الصحيحين عن جابر أنهم كانوا خمسائة وألفا. وفيهما عن جابر نفسه أنهم كانوا أربعمائة وألفا. ويقول ابن القيم: والقلب إلى هذا أميل. وفى الصحيحين أيضا عن عبد الله بن أبى أنهم كانوا ثلثمائة وألفا. المبايعة: كانت على ألا يفرو كما فى الصحيحين. أول من بايع: هو أبو سنان الأسدى، وبايعه سلمة بن الأكوع ثلاث مرات-

<<  <  ج: ص:  >  >>