للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ابن عَمْرٍو، يُقَالُ: إنّهَا وَلَدَتْ لَهُ ابْنَهُ أَنَسًا الّذِي كَانَ يَضْعُفُ «١» ، وَفِيهِ جَرَى الْمَثَلُ: أَسَاءَ سَمْعًا فَأَسَاءَ إجَابَةً «٢» وَيُقَالُ: إنّهُ نَظَرَ يَوْمًا إلَى رَجُلٍ عَلَى نَاقَةٍ يَتْبَعُهَا خَرُوفٌ فَقَالَ: يَا أَبَتْ أَذَاكَ الْخَرُوفُ مِنْ تِلْكَ النّاقَةِ؟ فَقَالَ أَبُوهُ:

صَدَقَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ، وَكَانَتْ حِينَ خَطَبَهَا قَالَتْ: إنْ جَاءَتْ مِنْهُ حَلِيلَتُهُ بِوَلَدِ أَحْمَقَتْ، وَإِنْ أَنْجَبَتْ فَعَنْ خَطَأٍ مَا أَنْجَبَتْ، وَقَدْ قِيلَ فِي بِنْتِ أَبِي جَهْلٍ:

الْحَنْفَاءِ: إنّ اسْمَهَا صَفِيّةُ «٣» فَاَللهُ أَعْلَمُ.

إسْلَامُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ:

وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَقَدْ قِيلَ لَهُ: أَلَا تَرَى مَا يَصْنَعُ محمّد من مِنْ كَسْرِ الْآلِهَةِ، وَنِدَاءِ هَذَا الْعَبْدِ الْأَسْوَدِ عَلَى الْكَعْبَةِ «٤» فَقَالَ: إنْ كَانَ اللهُ يَكْرَهُ هَذَا، فَسَيُغَيّرُهُ، ثُمّ حَسُنَ إسْلَامُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَعْدُ، وَهَاجَرَ إلَى الشّامِ، فَلَمْ يَزَلْ جَاهِدًا مُجَاهِدًا، حَتّى اُسْتُشْهِدَ هُنَالِكَ رَحِمَهُ اللهُ.


(١) من الضعفة ضعف الفؤاد وقلة الفطنة.
(٢) فى اللسان: جابة وقال «هكذا يتكلم به، لأن الأمثال تحكى على موضوعاتها» وهى اسم وضع موضع المصدر مثل الطاعة والطافة والغارة والعارة، وأصل المثل أن الأخنس بن شريق لقيه مع أبيه، فقال له: أبن أمك يا فتى «أمك مصدر الفعل أم، أى أين قصدك» فظن أنس أنه يسأل عن أمه، فقال: انطلقت إلى أم حنظلة تطحن دقيقا، فقال أبوه: أساء سمعا فأساء جابة. أنظر اللسان مادة جوب والأمثال للميدانى ص ٣٣٠ ط السنة المحمدية.
(٣) وفى الأمثال أن اسمها صفية.
(٤) وفى رواية أنه قال: واثكلاه ليتنى مت قبل هذا اليوم، قبل أن أسمع بلالا ينهق فوق الكعبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>