للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الحديث حديث إسلامه، وفيه قال للنبى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تُرِدْ الْمَالَ تُعْطَهُ، فَقَالَ عَلَيْهِ السّلَامُ: اللهُمّ أَكْلَةٌ مِنْ جَزُورٍ أَحَبّ إلَيّ مِنْ دَمِ ثُمَامَةَ، فَأَطْلَقَهُ، فَتَطَهّرَ وَأَسْلَمَ، وَحَسُنَ إسْلَامُهُ، وَنَفَعَ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ كَثِيرًا، وَقَامَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم مَقَامًا حَمِيدًا حِينَ ارْتَدّتْ الْيَمَامَةُ مَعَ مُسَيْلِمَةَ، وَذَلِكَ أَنّهُ قَامَ فِيهِمْ خَطِيبًا، وَقَالَ: يَا بَنِي حَنِيفَةَ أَيْنَ عَزَبَتْ عُقُولُكُمْ بِسْمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ: حم. تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ أَيْنَ هَذَا مِنْ يَا ضِفْدَعُ نِقّي كَمَا «١» تَنِقّينَ لَا الشّرَابَ تُكَدّرِينَ، وَلَا الْمَاءَ تَمْنَعِينَ «٢» ، مما كان يهذى به مسيلمة، فأطاعه منهم ثَلَاثَةَ آلَافٍ، وَانْحَازُوا إلَى الْمُسْلِمِينَ، فَفَتّ ذَلِكَ فِي أَعْضَادِ حَنِيفَةَ.

وَذَكَرَ ابْنُ إسْحَاقَ أَنّهُ الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن يأكل


(١) فى الرواية: كم.
(٢) وزادوا فيما نسب إليه: أعلاك فى الماء وأسفلك فى الطين، وقد نسب إلى مسيلمة كثير من هذا الهذيان الذى أوقى أنه؟؟؟ ما جاز على عقول أولئك الذين عاشوا عصره ممن استهواهم معه الحقد، قلئن كان صحيحا فإنما تراؤا بتصديقه محاولة منهم لتهدئة سعار الأحقاد التى تضرمت فى أعماقهم، وإلا فمن الذى يصدق أن هذيانه: «إنا أعطيناك الجواهر، فصل لربك وهاجر، إن مبغضك لفاجر، أو: إنا أعطيناك الجماهر، فخذ لنفسك وبادر: واحذر أن تحرص أو تكاثر» من ذا الذى يظن أن هذا الهذيان يخدع أحدا عن جلال الحقيقة العليا وسمو الجمال الأعظم فى قوله سبحانه (إنا أعطيناك الكوثر) ؟! أنظر ص ١٤ ح ١ الفتوحات الإسلامية لأحمد بن زينى دحلان فقد حشد فيه طائفة من هذيان حماقاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>