الِاسْمُ قَبْلَ الِاسْمِ الْآخَرِ «١» فِي الذّكْرِ وَالْوُجُودِ، وفى الدنيا والاخرة تلح
(١) أطال ابن القيم فى إبداع فى شرح أسماء النبى صلى الله عليه وسلم، وفرّق بين محمد وأحمد من وجهين، فقال: «أحدهما محمد إن: هو المحمود حمدا بعد حمد، فهو دال على كثرة حمد الحامدين له، وذلك يستلزم كثرة موجبات الحمد فيه، وأحمد: أفعل تفضيل من الحمد يدل على أن الحمد الذى يستحقه أفضل مما يستحقه غيره، فمحمد: زيادة حمد فى الكمية، وأحمد: زيادة فى الكيفية. فيحمد أكثر حمد، وأفضل حمد حمده البشر. والوجه الثانى: أن محمدا هو المحمود حمدا متكررا كما تقدم، وأحمد هو الذى حمده لربه أفضل من حمد الحامدين غيره، فدل أحد الاسمين وهو: محمد على كونه محمودا، ودل الاسم الثانى، وهو أحمد على كونه أحمد الحامدين لربه» ثم رد ابن القيم على السهيلى فقال: «وقد ظن طائفة منهم: أبو القاسم السهيلى وغيره أن تسميته- صلى الله عليه وسلم- بأحمد كانت قبل تسميته بمحمد» ثم ذكر ابن القيم ما استدل به السهيلى، ثم قال: «وبنوا على ذلك أن اسم أحمد تفضيل من فعل الفاعل، أى: أحمد الحامدين لربه، ومحمد هو المحمود الذى تحمده الخلائق، وإنما يترتب هذا الاسم بعد وجوده وظهوره، فإنه حينئذ حمده أهل السماء والأرض، ويوم القيامة يحمده أهل الموقف، فلما ظهر إلى الوجود وترتب على ظهوره من الخيرات ما ترتب، فحمده حينئذ الخلائق حمدا مكررا، فتأخرت تسميته بمحمد، وهذا يقربه كل عالم من مؤمنى أهل الكتاب» ومضى ابن القيم يناقش رأى السهيلى هذا، فقال ردا عليه: إن محمدا- صلى الله عليه وسلم- سمى باسم محمد فى التوراة، وهى قبل الإنجيل، ثم استشهد ابن القيم على رأيه هذا بايات ذكر أنها من التوراة، ومضى يثبت بتفسيرها أنها تؤيد ما ذهب إليه، وقد أطال فى هذا، ثم قال: «والمقصود أن اسم النبى فى التوراة محمد «ص» ، كما هو فى القرآن محمد، وأما المسيح، فإنما سماه: أحمد ... فإذن تسميته بأحمد وقعت متأخرة عن تسميته محمدا فى التوراة. ومتقدمة على تسميته محمدا فى القرآن، فوقعت بين التسميتين محفوفة بهما وقد تقدم أن هذين الاسمين صفتان فى الحقيقة. والوصفية فيها لا تنافى العلميّة، وأن معناهما مقصود، فعرف عند كل أمة بأعرف الوصفين عندها، فمحمد-