للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَاحْمِلْ مَعَدّا عَلَى الْبُرَاقِ كَيْلَا تُصِيبُهُ النّقْمَةُ فِيهِمْ «١» ، فَإِنّي مُسْتَخْرِجٌ مِنْ صُلْبِهِ نَبِيّا كَرِيمًا أَخْتِمُ بِهِ الرّسُلَ، فَاحْتَمَلَ مَعَدّا عَلَى الْبُرَاقِ إلَى أَرْضِ الشّامِ، فَنَشَأَ مَعَ بَنِي إسْرَائِيلَ، وَتَزَوّجَ هُنَاكَ امْرَأَةً اسْمُهَا: مُعَانَةُ بِنْتُ جَوْشَنَ مِنْ بَنِي دُبّ بْنِ جُرْهُمٍ، وَيُقَالُ فِي اسْمِهَا: نَاعِمَةٌ. قَالَهُ الزّبَيْرُ، وَمِنْ ثَمّ وَقَعَ فِي كِتَابِ الإسرائيليين نَسَبُ مَعَدّ، ثَبّتَهُ فِي كُتُبِهِ رَخِيَا، وَهُوَ يُورَخ «٢» كَاتِبُ إرْمِيَاءَ. كَذَلِكَ ذَكَرَ أَبُو عُمَرَ النّمَرِيّ «٣» حُدّثْت بِذَلِكَ عَنْ الْغَسّانِيّ عَنْهُ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ إبْرَاهِيمَ فِي ذَلِكَ النّسَبِ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جَدّا، وَقَدْ ذَكَرَهُمْ كُلّهُمْ أَبُو الْحَسَنِ الْمَسْعُودِيّ عَلَى اضْطِرَابٍ فِي الأسماء، ولذلك


(١) الذى فى الطبرى أن الله أوحى إلى إرميا وبرخيا أن الله سلط بختنصر على أهل عربة، كما سلطه على قومهما بنى إسرائيل، وأنه قال لهما: فعليكما بمعد ابن عدنان، فخرجا حتى سبقا بختنصر، فلقيهما عدنان، فطوياه إلى معد، فحمله برخيا إلى البراق وردف خلفه، فانتهيا إلى حزان، وطويت الأرض لإرميا!! ص ٢٩٢ ج ١ الطبرى، وهو كلام يحتاج إلى كلام يثبته!!
(٢) واسم بروخ فى سفر أرميا: باروخ يقال إنه حمل رسالة إرميا إلى بابل تخبر بما سيحل بالمدينة من قصاص الله، وكان باروخ فى جملة من عاد إلى مصر والذى ورد فى سفر عزرا: معداى، وقد ذكره بين بنى الكهنة الذين اتخذوا نساء غريبة، وذكر أنه من بنى بالى. أما معديا المذكور فى نحميا، فكان كاهنا، ويقول الطبرى وكان رجل من مسلمة بنى إسرائيل قد قرأ من كتبهم، فذكر أن بروخ بن ناريا كاتب إرميا أثبت نسب معد ووضعه فى كتبه.
(٣) أبو عمر بن عبد البر: واسمه، يوسف بن عبد الله بن محمد شيخ علماء الأندلس وكبير محدثيها فى عصره توفى سنه ٤٦٣، وفتحوا الميم فى النسبة إلى ثمر استيحاشا لتوالى الكسرات لأن فيه حرفا واحدا غير مكسور.

<<  <  ج: ص:  >  >>