للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَاَللهُ أَعْلَمُ- أَعْرَضَ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ رَفْعِ نَسَبِ عَدْنَانَ إلَى إسْمَاعِيلَ، لِمَا فِيهِ مِنْ التّخْلِيطِ، وَتَغْيِيرٍ فِي الْأَلْفَاظِ، وَعَوَاصَةِ تِلْكَ الْأَسْمَاءِ مَعَ قِلّةِ الْفَائِدَةِ فِي تحصيلها. وقد ذكرى الطّبَرِيّ نَسَبَ عَدْنَانَ إلَى إسْمَاعِيلَ مِنْ وُجُوهٍ ذَكَرَ فِي أَكْثَرِهَا نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ أَبًا، وَلَكِنْ بِاخْتِلَافِ فِي الْأَلْفَاظِ «١» ، لِأَنّهَا نُقِلَتْ مِنْ كُتُبٍ عِبْرَانِيّةٍ، وَذُكِرَ مِنْ وَجْهٍ قَوِيّ فِي الرّوَايَةِ عَنْ نُسّابِ الْعَرَبِ، أَنّ نَسَبَ عَدْنَانَ يرجع إلى قيذر «٢» بن إسمعيل، وَأَنّ قَيْذَرَ كَانَ الْمَلِكَ فِي زَمَانِهِ، وَأَنّ مَعْنَى قَيْذَرَ: الْمَلِكُ إذَا فُسّرَ، وَذَكَرَ الطّبَرِيّ فى عمود هذا النسب بور ابن شُوحَا، وَهُوَ أَوّلُ مَنْ عَتَرَ الْعَتِيرَةَ، وَأَنّ شُوحَا هُوَ:

سَعْدُ رَجَبٍ، وَأَنّهُ أَوّلُ مَنْ سنّ رجبا للعرب. والعتيرة هى الرّجبيّة «٣» .


(١) ولكى تعرف مدى اضطرابهم فى هذا أنهم ذكروا- وحملوها لابن عباس ظلما- أن بين عدنان وإسماعيل ثلاثين أبا لا يعرفون، وقيل هم أربعة أو سبعة أو ثمانية أو تسعة أو عشرة أو خمسة عشر أو عشرون أو ثمانية وثلاثون أو تسعة وثلاثون، أو أربعون، أو فوق هذا
(٢) فى القاموس: قيذار وكذلك فى بعض نسخ مروج الذهب للمسعودى، وفى المطبوعة: قيدار، وفى كتاب نسب قريش: قيذار وفى الطبرى: قيدر وقيذر وقيذار، وقد ذكر نقلا عن ابن إسحاق هذه الحقيقه عن علم الأنساب: «وذلك أنه أخذ من أهل الكتاب الأول» صفحة ١٩٢ ج ٢ الطبرى وفى ص ١٩٤ «وتأويل قيدر: صاحب ملك»
(٣) انظر ص ١٩٣ ج ٢ من الطبرى، وقد كان الرجل- كما فى اللسان وغيره- يقول فى الجاهلية: إن بلغت إبلى مائة عترت عنها عتيرة، فإذا بلغت مائة ضنّ بالغنم، فصاد ظبيا فذبحه، وعن الأزهرى، أن العرب فى الجاهلية كانت إذا طلب أحدهم أمرا نذر: لئن ظفر به ليذبحن من غنمه فى رجب كذا، وكذا، وهى العتائر أيضا، فإذا ظفر به فربما ضاقت نفسه عن ذلك، وضنّ بغنمه، وهى الربيض، فيأخذ عددها ظباء-

<<  <  ج: ص:  >  >>