للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إلّا بُعِثَ إلَيْهِ بِأُنَاسِ، وَإِنّا قَدْ اخْتَرْنَا خِيرَةَ بَعْثِنَا إلَى طَرِيقِك هَذَا، فَقَالَ: هَلْ خَلْفَكُمْ أَحَدٌ هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ، فَقَالُوا: إنّمَا اخْتَرْنَا خِيرَةً لِطَرِيقِك «١» هَذَا، قَالَ: أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَقْضِيَهُ: هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْ النّاسِ رَدّهُ؟

قَالُوا: لَا، قَالَ: فَبَايَعُوهُ «٢» وَأَقَامُوا مَعَهُ. قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاَللهِ أَيّكُمْ وَلِيّهُ؟

قَالُوا: أَبُو طَالِبٍ، فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ حَتّى رَدّهُ أَبُو طَالِبٍ، وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ بَلَالًا- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- وزوّده الراهب من الكعك والزيت «٣» ، قال


(١) فى لفظ الحديث اضطراب وخطأ، وفى المواهب وشرحها ما يأتى: ج ١ ص ١٩٥: «فلم يبق طريق إلا بعث إليها بأناس، وأنا مذ أخبرنا خبره بَعْثِنَا إلَى طَرِيقِك هَذَا، فَقَالَ: هَلْ خَلْفَكُمْ أحد هو خير منكم؟ قالوا: إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا، وانظر الخصائص للسيوطى ح ١ ص ٢٠٨ و ١٤٢ ح ١ السيرة الحلبية.
(٢) معناه: بايعوا بحيرا على ألا يأخذوا النبى «ص» ولا يؤذوه على حسب ما أرسلوا فيه، وأقاموا مع بحيرا خوفا على أنفسهم إذا رجعوا بدونه، انظر ص ٢٨٥ ح ٢ البداية والمواهب، ومن أسماء بحيرا: جرجس وجرجيس. وأكرر مرة أخرى بحجة من القرآن أن رسول الله «ص» لم يكن هو نفسه يعرف عن أمر نبوته شيئا قبل أن ينزل عليه الوحى، والايات التى جعلت آيات له- كما ورد فى القرآن والإنجيل والتوراة- لا تتعلق بصفات جسمية، وإنما بالحقائق النورانية من دعوته صلى الله عليه وسلم، فهو نبى أمى اسمه: أحمد يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويحل الطيبات، ويحرم الخبائث، ويضع الأغلال والإصر عن البشر.
(٣) يقول القسطلانى والزرقانى فى المواهب وشرحه: «وضعف الذهبى الحديث- حديث بحيرى- لقوله فى آخره: وبعث معه أبوبكر بلالا، فإن أبا بكر إذ ذاك لم يكن متأهلا. قال ابن سيد الناس: لأنه حينئذ لم يبلغ عشر سنين، فإن المصطفى أزيد منه بعامين، وكان له يومئذ تسعة أعوام على ما قاله الطبرى وغيره، أو اثنا عشر عاما على ما قاله آخرون، ولا اشترى

<<  <  ج: ص:  >  >>