أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ إلّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَمِمّا قَالَهُ أبو طالب فى هذه القصة:
بلالا. قال اليعمرى: لأنه لم ينتقل لأبى بكر إلا بعد ذلك بأزيد من ثلاثين عاما، فإنه كان لبنى خلف الجمحيين. وعندما عذب فى الله اشتراه أبوبكر رحمة له، واستنقاذا له من أيديهم. ولفظ الذهبى فى الميزان فى ترجمة عبد الرحمن ابن غزوان: كان يحفظ وله مناكير، وأنكر ماله: حديث عن يونس بن أبى إسحاق عن أبى بكر بن أبى موسى عن أبى موسى فى سفر النبى «ص» وهو مراهق مع أبى طالب إلى الشام. ومما يدل على أنه باطل قوله: وبعث معه أبوبكر بلالا، وبلال لم يكن خلق، وأبوبكر كان صبيا، وقال فى تلخيص المستدرك بعد ما ذكر تصحيح الحاكم للحديث: قلت: أظنه موضوعا؛ فبعضه باطل» ويقول عنه عباس الدورى: ليس فى الدنيا أحد يحدث به- أى بهذا الحديث- غير قراد أبى نوح- أى عبد الرحمن بن غزوان- وقد سمعه منه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين لغرابته وانفراده. وفى رواية الترمذى لم يذكر اسم الراهب، وهو تارة يهودى، وتارة نصرانى، وتارة بحيرى، وأخرى سرجس وغيره!! هذا وبصرى التى فى القصة بلد بالشام، وهى قصبة كورة حوران. ولا ريب فى أن قصة بحيرى مخترعة وإفك صراح، وقد استغلها عدو الإسلام، فزعموا أنه- صلى الله عليه وسلم- اقتبس دينه مما تعلمه من رهبان النصارى وأحبار اليهود، وقد تردى فى هذه المهلكة مؤرخ ينتسب إلى الإسلام، فزعم أن رحلتى الرسول إلى الشام كان لهما أثر هما فيما صدر عنه من تشريع. وأقول: لو أنها حدثت لتواتر خبرها، ولأجّ فى مكة وما حولها من القرى، ولبدا من رسول الله العلم بما جاءه ليلة الوحى الأولى، وكيف، وهو كما أكد القرآن- لم يكن يعرف حتى الإيمان قبل الوحى!!. هذا وفى رواياته متناقضات، فبحيرى من يهود تيماء، كما جاء فى بعض السنن للزهرى، وفى مروج الذهب وغيره أنه كان نصرانيا من عبد القيس. والرحلة كانت مع أبى طالب، والرحلة مع أبى بكر، والرحلة وهو فى سن التاسعة