للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

خَلَقَ السّمَاءَ، وَقَضَاهُنّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ دَحَا الْأَرْضَ، أَيْ: بَسَطَهَا، وَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها النّازِعَاتُ: ٣. وَإِنّمَا دَحَاهَا مِنْ تَحْتِ مَكّةَ؛ وَلِذَلِكَ سُمّيَتْ أُمّ الْقُرَى، وَفِي التّفْسِيرِ أَنّ اللهَ سُبْحَانَهُ حِينَ قَالَ لِلسّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ فُصّلَتْ: ١١ لَمْ تُجِبْهُ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ مِنْ الْأَرْضِ إلّا أَرْضُ الْحَرَمِ «١» ، فَلِذَلِكَ حَرّمَهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنّ اللهَ حَرّمَ مَكّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَصَارَتْ حُرْمَتُهَا كَحُرْمَةِ الْمُؤْمِنِ، لِأَنّ الْمُؤْمِنَ إنّمَا حُرّمَ دَمُهُ وَعِرْضُهُ وَمَالُهُ بِطَاعَتِهِ لِرَبّهِ، وَأَرْضُ الْحَرَمِ لَمّا قَالَتْ: أَتَيْنَا طَائِعِينَ، حُرّمَ صَيْدُهَا وَشَجَرُهَا وَخَلَاهَا إلّا الْإِذْخِرَ «٢» ، فَلَا حُرْمَةَ إلّا لَذِي طَاعَةٍ، جَعَلَنَا اللهُ مِمّنْ أطاعه.


(١) هذا من كلام كعب الأحبار وهو معروف بإسرائيلياته. وكل ما قيل عن حج آدم، وعن أصل الكعبة وعن موضعها قبل إبراهيم وعن إجابة أرض الحرم. كل هذا أكاذيب مفتراة. ومن عيوب السهيلى أنه يأتى أحيانا بأسطورة ثم يقيم عليها بناء يتوهمه ثابتا، فليست أرض الحرم وحدها هى التى أطاعت الله، بل الأرض كلها، كما بين القرآن فما بالها لم تحرم؟!
(٢) فى حديث أخرجه البخارى ومسلم. «إن هذا البلد حرمه الله تعالى يوم خلق السموات والأرض، فهى حرام بحرمة الله تعالى إلى يوم القيامة» ومعناه: أن الله قضى هذا كما قضى كل أمر له. هذا وفى حديث رواه مسلم: «إن إبراهيم حرم مكة، وإنى أحرم ما بين لابتيها» وَفِي الصّحِيحَيْنِ أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال عن المدينة. «اللهم إنى أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم إبراهيم مكة» وفى حديث رواه البخارى: «إن إبراهيم حرم مكة، ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة» وهذه الأحاديث تؤكد أن إبراهيم هو الذى حرم مكة، وأن النبى صلى الله عليه وسلم حرم المدينة كما حرم إبراهيم مكة..

<<  <  ج: ص:  >  >>