للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو قَدْ أَجْمَعَ الْخُرُوجَ مِنْ مَكّةَ، لِيَضْرِبَ فِي الْأَرْضِ يَطْلُبُ الْحَنِيفِيّةَ دِينَ إبْرَاهِيمَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فَكَانَتْ صَفِيّةُ بِنْتُ الْحَضْرَمِيّ كَلّمَا رَأَتْهُ قَدْ تَهَيّأَ لِلْخُرُوجِ، وَأَرَادَهُ، آذَنَتْ بِهِ الخطّاب بن نفيل، وكان الخطّاب ابن نُفَيْلٍ عَمّهُ وَأَخَاهُ لِأُمّهِ، وَكَانَ يُعَاتِبُهُ عَلَى فِرَاقِ دِينِ قَوْمِهِ، وَكَانَ الْخَطّابُ قَدْ وَكّلَ صفيّة به، وقال: إذا رأيتيه قدهمّ بِأَمْرٍ فَآذِنِينِي بِهِ- فَقَالَ زَيْدٌ:

لَا تَحْبِسِينِي فى الهوا ... ن صفىّ مادابى وَدَابُهُ

إنّي إذَا خِفْت الْهَوَا ... نَ، مُشَيّعٌ ذُلُلَ رِكَابِهِ

دُعْمُوصُ أَبْوَابَ الْمُلُو ... كِ وَجَائِبٌ للخرق نابه

قطّاع أسباب تذل ... بِغَيْرِ أَقْرَانٍ صِعَابه

وَإِنّمَا أَخَذَ الْهَوَا ... نُ الْعِيرَ إذْ يُوهَى إهَابُهُ

وَيَقُولُ: إنّي لَا أذلّ ... بِصَكّ جَنْبَيْهِ صِلَابه

وَأَخِي ابْنُ أُمّي، ثُمّ عمّى ... لا يواتينى خطابه

وإذا يعاتبنى بسو ... ء قُلْتُ: أَعْيَانِي جَوَابُهُ

وَلَوْ أَشَاءُ لَقُلْت: مَا ... عِنْدِي مَفَاتِحُهُ وَبَابُهْ

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحُدّثَتْ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ:

أَنّ زَيْدًا إذا كان اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: لَبّيْكَ حَقّا حَقّا، تَعَبّدًا وَرِقّا.

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>