للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْعٍ: صُفْرُ رِدَائِهَا، وَمِلْءُ كسائها «١» مثل حسنة وجهها،


- صفة أخرى لجارتا صفا، والجونة: السوداء، وهو صفة مشبهة، والمصطلى اسم مكان الصلاء، أى: الاحتراق بالنار، فيكون المصطلى موضع إحراق النار. يريد إن أسافل الأثافى «الأثافى هى أرجل القدر الذى يطبخ عليه» قد اسودت من إيقاد النار بينها ... كل هذا فى وصف القدر الذى كان للأحبة بجواز الجبل يوقدون فيه النار. ومحل الشاهد فى قوله: جونتا مصطلاهما. فإنه أضاف جونتا إلى مصطلاهما، فجونتا بمنزلة: حسنتا، ومصطلاهما بمنزلة. وجههما، والضمير الذى فى مصطلاهما يعود على قوله: جارتا صفا، وفى خزانة الأدب للبغدادى تفصيل لما دار حول هذا البيت الذى استشهد به سيبويه «أقامت على ربعيهما» الخ فى قرابة عشر صفحات من ٢١٩ إلى ٢٢٨ ح ٤ ط السلفية، وانظر كتاب سيبويه ص ١٠٢ ح ١، والأمالى للمرتضى ح ٣ ص ١١٨ والأشمونى مع حاشية الصبان ح ٣ ص ١٠ ط ١٣٠٥.
(١) حديث أم زرع أخرجه البخارى ومسلم والترمذى فى الشمائل والطبرانى وأبو يعلى وغيرهم، وفيه تتحدث عائشة- رضى الله عنها- عن إحدى عشرة امرأة من أهل اليمن تعاهدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا، ثم مضت تقص عائشة ما قالته كل زوجة حتى الحادية عشرة التى قالت: زوجى أبو زرع، وما أبو زرع؟ .. ثم مضت هذه فى ثنائها العظيم على زوجها وأهله حتى بلغت ذكر ابنة أبى زرع، فقالت عنها: «طوع أبيها، وطوع أمها، وزين أهلها ونسائها، وملء كسائها، وصفر ردائها، وغيظ جارتها» ثم تختم عائشة رضى الله عنها قصة أم زرع بأن زوجها طلقها، فنكحت بعده رجلا سريا تقول عنه أم زرع: «لو جمعت كل شىء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبى زرع» قالت عائشة: فقال لى رسول الله «ص» كنت لك كأبى زرع لأم زرع إلا أنه طلقها، وإنى لا أطلقك، فقالت عائشة: «بأبى أنت وأمى، لأنت خير لى من أبى زرع لأم زرع والمقصود من صفر ردائها أنها ضامرة البطن، فكان رداؤها صفرا أى خاليا لشدة ضمور بطنها، والرداء ينتهى إلى البطن، فيقع عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>