للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بالنصب وبالرفع أيضا، أى: البياض منها عَلَى نِيّةِ التّنْوِينِ فِي مُقَانَاةٍ، وَحَذْفه لِالْتِقَاءِ السّاكِنَيْنِ، وَأَمّا الْخَفْضُ فَلَا خَفَاءَ بِهِ، وَإِذَا كَانَتْ الْقَصَرَاتُ مَخْفُوضَةً بِالْعَطْفِ عَلَى الْأَعْضَادِ، فَفِيهِ شَاهِدٌ لِمَنْ قَالَ: هُوَ حَسَنٌ وَجْهِهِ كَمَا رَوَى سِيبَوَيْهِ حِينَ أَنْشَدَ:

كُمَيْتَا الْأَعَالِي جَوْنَتَا مصطلاهما «١»


(١) أنشده سيبويه فى الكتاب ص ١٠٢ ح ١ ط ١٣١٦ فى بيتين للشماخ ابن ضرار من قصيدة تبلغ أكثر من عشرين بيتا، والبيتان اللذان أنشدهما سيبويه
أمن دمثين عرس الركب فيهما ... بحقل الرخامى قد عفا طللاهما
أقامت على ربعيهما جارتا صفا ... كميتا الأعالى جونتا مصطلاهما
وتروى الشطرة الثانية من البيت الأول: «قد أنى لبلاهما» وفى الشعر شاهد على أن الصفة المشبهة قد تضاف إلى ظاهر مضاف إلى ضمير صاحبها. والدمنة: الموضع الذى أثر الناس فيه بنزولهم وإقامتهم، وعرس: نزل آخر الليل قليلا للاستراحة، والركب: جمع راكب والطلل: ما بقى من آثار الدار، والرخامى: شجر مثل الضال، وهو السدر البرى. والبلى: الفناء، وأنى: حان. والربع: الدار والمنزل، والضمير فى ربعيهما للدمنتين خلافا للمرتضى الذى يزعم فى أماليه أنه لامرأتين سيأتى ذكرهما، ولم يتقدم. والصفا: الجبل. وجارتاه: أثفيتان- أى حجران للقدر- مقطوعتان من الجبل، وتقربان منه، فيكون هو ثالثة الأثافى. وكميتا الأعالى: صفة جارتا صفا، وكميتا مثنى: كميت بالتصغير من الكمتة، وهى الحمرة الشديدة المائلة إلى السواد، الأعالى: أعالى الجارتين شبه أعلاهما بلون الكميت؛ لأن النار لم تصل إليه فتسوده، وجونتا مصطلاهما-

<<  <  ج: ص:  >  >>