للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ابْنُ الْأَسْلَتِ وَقَصِيدَتُهُ:

فَصْلٌ: وَذَكَرَ ابْنُ هِشَامٍ «١» كُلّ مَنْ سَمّاهُ أَبُو طَالِبٍ فِي قَصِيدَتِهِ،


- إلى جمعة، فجاء رجل، فقال: يا رسول الله تهدمت البيوت، وتقطعت السبل، وهلكت المواشى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهم على رؤس الجبال والاكام وبطون الأودية ومنابت الشجر، وفى رواية: اللهم حوالينا، ولا علينا، فانجابت عن المدينه انجياب الثوب، فجعلت تمطر حولها، لا تمطر بها قطرة، فنظرت إلى المدينة وإنها لفى مثل الإكليل رواه الخمسة إلا الترمذى. وفى الحديث المتفق عليه أنه «ص» خرج بالناس إلى المصلى يستسقى، فصلى بهم ركعتين جهر فيهما بالقراءة، واستقبل القبلة يدعو، ورفع يديه، فما حول رداءه حين استقبل القبلة، وكان إذا رأى المطر يقول: اللهم صيبا نافعا، وروى عنه أنه كان يخرج متبذلا متواضعا متخشعا متضرعا «الترمذى والنسائى وأبو داود وابن ماجة» . ومن الأحاديث الصحيحة، نؤمن أن الاستسقاء النبوى إنما هو إلى الله ضراعة وابتهال فى صلاة أو فى غير صلاة، وأن التوسل بذات فلان أو وجهه أو جاهه ليس من هدى الرسول «ص» ولا سنته، فلنحذر نزغة الشرك، ولم يخرج قصة عبد المطلب أحد من أصحاب الصحيح، وإنما هى عند ابن عساكر وابن أبى الدنيا وابن سعد والبيهقى والطبرانى. ورواية الحديث بهذه الصورة لا توحى بالاقتداء فإنه عمل عبد المطلب، وهى لا تثبت جواز الاستسقاء بالوجوه أو بالذوات، فالرواية تسند إلى عبد المطلب أنه دعا الله، ولم يدعه بوجه أحد أو ذات أحد. ولم تسند إليه الرواية أنه حمل محمدا معه ليستسقى بوجهه أو بذاته. وحمل عبد المطلب ابن ابنه فى مثل هذا أمر تفرضه عاطفة رجل شيخ، فقد ابنه، فهو يحبه مرتين فى هذا الحفيد العظيم.
(١) ذكر ابن هشام حديث الأخنس، وهو صحابى من مسلمة الفتح شهد حنينا ومات أول خلافة عمر

<<  <  ج: ص:  >  >>