للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثله النفخ في الطعام والشراب، روى أبو داود في سننه من حديث أبي سعيد الخدري قال: نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُتنفس في الإناء، أو ينفخ فيه (١).

قال ابن حجر -رحمه الله-: «وجاء في النهي عن النفخ في الإناء عدة أحاديث، وكذا النهي عن التنفس في الإناء؛ لأنه ربما حصل له تغير من النفس، إما لكون المتنفس كان متغير الفم بمأكول مثلاً، أو لبعد عهده بالسواك والمضمضة، أو لأن النفس يصعد ببخار المعدة والنفخ في هذه الأحوال كلها أشد من التنفس» (٢). أ. هـ

قال ابن العربي: «هو من مكارم الأخلاق» (٣).

أما التسمية في أول الطعام والحمد في آخره، فأمرهما معلوم، وفائدتهما محققة.

روى الترمذي في سننه من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِذَا أَكَلَ أَحَدكُمْ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّه، فَإِنْ نَسِيَ فِي أَوَّله فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهَ فِي أَوَّله وَآخِره» (٤).

وروى مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ


(١) برقم ٣٧٢٨، وصححه الألباني -رحمه الله- في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٧١٠) برقم ٣١٧١.
(٢) فتح الباري (١٠/ ٩٤).
(٣) المصدر السابق.
(٤) برقم ١٨٥٨، وقال: حديث حسن صحيح.

<<  <   >  >>