للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا» (١).

ومن ذلك ألا يؤكل الطعام حارًّا، وفي الحديث الذي رواه أحمد في مسنده من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنها- وعن أبيها: أنها كانت إذا ثردت (٢) غطته شيئًا حتى يذهب فوره ثم تقول: سمعت رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ» (٣) (٤).

ومن ذلك تجنب الأخلاط، وقد ذكر الأطباء أن الذين يتناولون الأطعمة والأشربة المفردة كأهل البوادي قديمًا أصح أبدانًا ممن يتناولون الأطعمة والأشربة المركبة من أهل الحاضرة، لا سيما وأن كثيراً من الناس بل أكثرهم لا علم عندهم بطبائع الأشياء الأربع، وهي الحرارة ويقابلها البرودة، والرطوبة ويقابلها اليبوسة.

«وفي الصحيحين من حديث عبداللَّه بن جعفر -رضي الله عنهما- قال: رأيت رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالقِثَّاءِ (٥)، فالرطب حار والقثاء بارد، وفي كل منهما إصلاح للآخر، وإزالة لأكثر ضرره، ومقاومة كل كيفية بضدها، ودفع سورتها بالأخرى، وهذا أصل العلاج كله وهو أصل في حفظ الصحة، بل علم


(١) برقم ٢٧٣٤.
(٢) الثريد: طعام معروف عند العرب.
(٣) أي حرارته.
(٤) (٤٤/ ٥٢١) برقم ٢٦٩٥٨، وقال محققوه: حديث حسن.
(٥) صحيح البخاري برقم ٥٤٤٧، وصحيح مسلم برقم ٢٠٤٣.

<<  <   >  >>