للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطب كله يستفاد من هذا.

وبالجملة فدفع ضرر البارد بالحار، والحار بالبارد، والرطب باليابس، واليابس بالرطب، وتعديل أحدهما بالآخر من أبلغ أنواع العلاجات، وحفظ الصحة، ونظير هذا ما تقدم من أمره بالسنا والسنوت، وهو العسل الذي فيه شيء من السمن يصلح به السنا ويعدله، فصلوات اللَّّه وسلامه على من بعث بحماية القلوب والأبدان، وبمصالح الدنيا والآخرة» (١).

ومما يلحق بذلك مراعاة التناسب بين الأغذية والأبدان، فما يناسب هذا لا يناسب ذلك، وما يصلح للصحيح لا يصلح للمريض، وما ينتفع به الشاب لا ينتفع به الشيخ الكبير، بل قد يضره وكذلك المرأة والرجل وغيرهم.

روى أبو داود في سننه من حديث عائشة -رضي الله عنها- قال: «سمنوني بكل شيء فلم أسمن، فسمنوني بالقثاء والرطب فسمنت» (٢).

وفي الحديث قاعدة من قواعد الطب، وهي مراعاة التناسب، فقد استعملوا ما يعلمونه مما يؤدي إلى الغرض المطلوب، فلم يكن يناسبها إلا ما ذكر.

روى ابن ماجه في سننه من حديث أم المنذر بنت قيس -رضي الله عنها-


(١) زاد المعاد لابن القيم -رحمه الله- (٤/ ١٤٢ - ١٤٣) بتصرف.
(٢) برقم ٣٩٠٣، وصححه الألباني -رحمه الله- في السلسلة الصحيحة (١/ ١٢٣).

<<  <   >  >>